أبداً أنّي أحمل عبء هذه المسؤوليّة العظيمة (١).
وهذا آية الله السيّد محمّد الفشاركي من أبرز تلامذة الميرزا الشيرازي الكبير ، بعد رحلة اُستاذه إلى جوار ربّه ، طلبوا منه أن يتصدّى للمرجعيّة ، فأبى عن ذلك ، وقال : لست أهلا لذلك ، لأنّ الرئاسة الشرعيّة تحتاج إلى اُمور غير العلم بالفقه والأحكام ، من السياسات ومعرفة واقع الاُمور ، وأنا رجل وسواسي في هذه الاُمور ، فإذا دخلت في هذا المجال اُفسد ولا اُصلح ، ولا يسوغ لي غير التدريس ، فأرجع الناس إلى الميرزا محمّد تقي الشيرازي.
ويقول آية الله السيّد أحمد الزنجاني في كتابه (الكلام يجرّ الكلام) : إنّ ابن المرحوم السيّد محمّد الفشاركي (رحمه الله) بعد وفاة الميرزا الشيرازي الكبير أرسلني والدي إلى المرحوم الميرزا محمّد تقي الشيرازي ـ الميرزا الصغير ـ لأقول له : إذا كنت تعتبر نفسك أعلم منيّ فتفضّل قل ذلك حتّى اُرجع زوجتي وأولادي إليك في التقليد ، وإذا كنت تعتبرني أعلم فارجع أنت عائلتك إليَّ في التقليد.
وعندما نقلت هذه الرسالة الشفويّة إلى الميرزا فكّر كثيراً وقال : قل لسماحته هو ما رأيه؟ فنقلت هذا السؤال إلى والدي فقال : إذهب وقل له أي شيء تراه أنت ميزاناً للأعلميّة ، إذا كان الميزان دقّة النظر فأنت أعلم ، وإذا كان الميزان الفهم العرفي فأنا أعلم. وذهبت ثانيةً إلى الميرزا وأبلغته بذلك ، ففكّر قليلا أيضاً وقال : سماحته أيّ الإثنين يعتبره ميزاناً؟ وأبلغت هذا الجواب ـ السؤال ـ ففكّر والدي قليلا وقال بسرور : لا يبعد أنّ دقّة النظر في ميزان الأعلميّة وملاكها ، ثمّ قال : فلنقلّد جميعنا الميرزا الشيرازي.
__________________
١ ـ سيماء الصالحين : ١١١.