كن ابن من شئت واكتسب أدباً
|
|
يغنِكَ محموده عن النسب
|
فليس يغني الحسيب نسبته
|
|
ليس الفتى من يقول : كان أبي
|
قيل : أوّل ما يؤدّب به المبتدي :
التبرّي من الحركات المذمومة ، ثمّ التنقّل إلى الحركات المحمودة ، ثمّ التفرّد
لأمر الله ، ثمّ التوقّف ، ثمّ الرشاد ، ثمّ الثبات ، ثمّ القرب ، ثمّ المناجاة ،
ثمّ المصافاة ، ثمّ الموالاة ، ولا يستقرّ هذا بقلبه حتّى يرجع إلى إيمانه ، فيكون
العلم والقدرة زاده ، فيكون مقامه عند الله مقام المبشّرين من الحول والقوّة ،
وهذا مقام حملة العرش وليس بعده مقام.
وقيل : الأدب مع الله : القيام بأوامره
على الإخلاص وصحّة المعاملة معه على الظاهر والباطن مع الخوف ، والصحبة مع الخلق
بالرفق والحلم والسخاء والشفقة ، والأخذ بالفضل وصلة القاطع ، والإحسان إلى المسيء
، وتعظيم الجميع وأن ينأ عنه القلب ، وازدرته العين ، فإنّ كلّ أحد من المسلمين
كائناً من كان لا يخلو من فضل الله ولعلّه ممّن يطيع الله.
وقال : كن لربّك عبداً ، ولإخوانك
خادماً ، واعلم أنّه لا أحد من المسلمين إلاّ وله مع الله سرّاً ، فاحفظ حرمة ذلك
السرّ.
وقيل : من أساء الأدب على البساط ردّ
إلى الباب ، ومن أساء الأدب على الباب ردّ إلى سياسة الدوابّ.
وبالجملة : الناس في الآداب على أربع طبقات
، والأدب في نفسه على أربع مراتب.
فأمّا طبقات الناس في الأدب ، فمنهم :
أهل الدنيا أكثر آدابهم في الفصاحة