طلب العلم ، وأن لا
يسأل أحداً تعنّتاً وتعجيزاً ، وأن لا يستنكف من التعلّم والاستفادة ممّن هو دونه
في منصب أو سنّ أو شهرة أو دين أو في علم آخر ، ثمّ الانقياد للحقّ والرجوع عند
الهفوة ، ولو ظهر على يد من هو أصغر منه ، ثمّ يتأمّل ويهذّب ما يريد أن يورده أو
يسأل عنه ، وأن لا يحضر مجلس الدرس إلاّ متطهّراً من الحدث والخبث ، متنظّفاً متطيّباً
في بدنه وثوبه.
ثمّ يذكر الآداب المختصّة بالمعلّم ،
كأن لا ينتصب للتدريس حتّى تكمل أهليّته ، وأن لا يذلّ العلم فيبذله لغير أهله ،
وأن يكون عاملا بعلمه ، وزيادة حسن الخلق فيه ، والتواضع وتمام الرفق وبذل الوسع
في تكميل النفس ، وأن لا يمتنع من تعليم أحد لكونه غير صحيح النيّة. ثمّ بذل العلم
عند وجود المستحقّ وعدم البخل به ، وأن يحترز من مخالفة أفعاله لأقواله وإن كانت
على الوجه الشرعي ، ثمّ إظهار الحقّ بحسب الطاقة ، من غير مجاملة لأحد من خلق الله
تعالى.
ثمّ يذكر الشهيد عليه الرحمة آداب
المعلّم مع تلامذته بأن يؤدّبهم على التدريج بالآداب السنيّة ، والشيم المرضية ،
ورياضة النفس بالآداب الدينية ، والدقائق الخفيّة ، ويعوّدهم في جميع اُمورهم
الكامنة والجليّة ، سيّما إذا آنس منهم رشداً ، كدعوتهم إلى الإخلاص ، وترغيبهم في
طلب العلم والعمل به ، وأن يحبّ لهم ما يحبّ لنفسه ، ويكره لهم ما يكره لنفسه من
الشرّ ، وأن يزجره عن سوء الأخلاق وارتكاب المحرّمات والمكروهات ، وأن لا يتعاظم
على المتعلّمين ، وإذا غاب أحدهم زائداً على العادة يسأل عنه وعن أحواله وموجب
انقطاعه ، وأن يستعلم أسماء طلبته وحاضري مجلسه وأنسابهم وكناهم ومواطنهم وأحوالهم
، ويكثر الدعاء لهم ، وأن يكون سمحاً ببذل ما حصّله من العلم ، ثمّ صدّ المتعلّم
أن يشتغل بغير الواجب قبله ، وأن يكون حريصاً على تعليمهم باذلا وسعه في تفهيمهم
وتقريب الفائدة إلى أفهامهم وأذهانهم ، وأن يذكر في تضاعيف الكلام ما يناسبه من
قواعد