تحصيل مال أو جاه أو
شهرة أو تميّز عن الأشباه أو المفاخرة للأقران أو الترفّع على الإخوان ونحو ذلك ،
من الأغراض الفاسدة التي تثمر الخذلان من الله تعالى ، وتوجب المقت ، وتفوّت الدار
الآخرة والثواب الدائم فيصير من :
(الأخْسَرينَ أعْمالا
الَّذينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ في الحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبونَ أنَّهُمْ
يُحْسِنونَ صُنْعاً)
.
والأمر الجامع للإخلاص تصفية السرّ عن
ملاحظة ما سوى الله تعالى بالعبادة.
ثمّ يذكر معنى الإخلاص وما ورد فيه من
الآيات والروايات من الفريقين ، لا سيّما في طلب العلم ويقول : هذه الدرجة وهي
درجة الإخلاص ، عظيمة المقدار كثيرة الأخطار دقيقة المعنى صعبة المرتقى ، يحتاج
طالبها إلى نظر وتدقيق وفكر صحيح ومجاهدة تامّة ، وكيف لا يكون كذلك ، وهو مدار
القبول وعليه يترتّب الثواب ، وبه تظهر ثمرة عبادة العابد ، وتعب العالم وجدّ
المجاهد.
ثمّ يتعرّض إلى الأمر الثاني وهو أنّ
الغرض من طلب العلم هو العمل ، ويبيّن ما يوجب غرور أهل العلم ، وذلك من خلال
الآيات والروايات.
ويقول : ولكلّ واحد منهما ـ الإخلاص
والعمل ـ شرائط متعدّدة ووظائف متبدّدة بعد هذين ، إلاّ أنّها بأسرها ترجع إلى
الثاني ـ أعني استعمال العلم ـ فإنّ العلم متناول لمكارم الأخلاق وحميد الأفعال
والتنزّه عن مساوئها ، فإذا استعمله على وجهه ، أوصله إلى كلّ خير يمكن جلبه ،
وأبعده عن كلّ دنيّة تشينه .
ثمّ يذكر التوكّل على الله والاعتماد
عليه ، ثمّ آدابهما واشتغالهما من الاجتهاد في