قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

طالب العلم والسيرة الأخلاقية

طالب العلم والسيرة الأخلاقية

طالب العلم والسيرة الأخلاقية

تحمیل

طالب العلم والسيرة الأخلاقية

158/176
*

فتناول الإمام عباءته وقال له : اُنظر إنّ عباءتي أيضاً ممزّقة.

كان صاحب المعالم ابن الشهيد الثاني (رحمهما الله) لا يدّخر أبداً ما يزيد على قوته لمدّة اُسبوع ، مواساةً للفقراء والمحتاجين وحرصاً على عدم التشبّه بالأثرياء.

وكان صدر المتألّهين يقول : حيث إنّ قسماً من الذنوب ينشأ من كثرة الأكل والاهتمام بالبطن ، فيجب التقليل من الطعام ، وكان دائماً يردّد بيتاً لسعدي ـ الشاعر الإيراني ـ مضمونه : (إبقِ داخلك خالياً من الطعام ، لترى فيه نور المعرفة). كان يعيش البساطة ، وكان يتحدّث مع الناس مباشرةً ومن دون حاجب وكاتب.

بلغ زهد الوحيد البهبهاني حدّاً بحيث أنّ ثيابه كانت من (الكرباس الردي) ـ نوع من القماش ينسج باليد ـ وغالباً ما كانت زوجته المكرّمة هي تهيّؤها وتنسجها ، ولم يكن يرغب أبداً بألبسة الدنيا وأقمشتها.

لم يبالِ أبداً بجمع زخارف الدنيا التي كانت في متناول أصغر طلاّبه وبأدنى التفاتة منه ، اعتزل الذين يكنزون الذهب ، اجتنب معاشرتهم ومحادثتهم ، وكان يأنس بالفقراء ويواسيهم في مأكلهم وملبسهم ، وكان يطلب من اُسرته أن يراعوا ذلك لكي يقتدي الناس به وبعائلته ، ولا ينتقدوا اُسرة الروحانيين ، كما نرى ومع كلّ الأسف هذه الظاهرة الخطرة على الحوزة والعلماء والدين في مجتمعنا الحاضر.

اللهمّ أصلح كلّ فاسد من اُمور المسلمين ، ووفّقنا وعوائلنا للزهد والعلم النافع والعمل الصالح.

يا عامراً لخراب الدهر مجتهداً

تالله ما لخراب الدهر عمران

ودع الفؤاد عن الدنيا وزخرفها

فصفوها كِدرٌ والوصل هجران

يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته

فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان