وقد ورد في الحديث الشريف : « إنّ الله
يحبّ الكافر السخيّ ، ويبغض المؤمن البخيل » ، أي إنّه يحبّ عمل الكافر وهو السخاء
لا ذاته ، كما إنّه يبغض عمل البخل حتّى لو كان ذلك من المؤمن ، وما أكثر من كانوا
يحملون صفات طيّبة كانت سبباً لهدايتهم وتوبتهم وتوجّههم إلى الله سبحانه ، وكم من
صالح في بداية أمره ، إلاّ أنّه هلك وأصبح من الأشقياء ومن زمرة الظالمين ، لما
يحمل من صفات ذميمة ، فحبط عمله وانحرف عن الصراط المستقيم ، واستهواه الشيطان
واستحوذ عليه.
(اللهُ وَلِيُّ الَّذينَ
آمَنوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ وَالَّذينَ كَفَروا
أوْلِيائُهُمُ الطَّاغوتُ يُخْرِجونَهُمْ مِنَ النُّورِ إلى الظُّلُماتِ) .
ومن تفسيرها أنّهم يخرجونهم من نور
الأخلاق الحميدة إلى ظلمات الأخلاق السيّئة.
وبنظري أهمّ العلوم إنّما هو علم
الأخلاق ، وإنّ جميع القيم والمثل العليا والعلوم النافعة ، ترتكز على محور تزكية
النفس. وإذا لم يتمّ غسل القلب وتطهيره من الصفات الذميمة والسجايا الرذيلة
والخبائث النفسية ، فإنّه لن يكون باستطاعة شيء حتّى العلم ، أن ينجّي الإنسان ،
بل من لم يهذّب نفسه ، لم ينفعه العلم ، وإنّما يكون عليه وبالا ، ويكون هو الحجاب
الأكبر ، ولم يزدد بعلمه من الله إلاّ بعداً ، ويسلب منه حلاوة المناجاة ـ كما ورد
في الروايات الشريفة ـ.
وإنّما أفتى الشيخ ابراهيم الزنجاني من
المعمّمين ـ كان يرتدي زيّ أهل العلم ـ بقتل الشهيد الشيخ فضل الله النوري (قدس
سره) ، وإنّما أفتى بذلك لشقاوته لأنّه لم يهذّب نفسه في الحوزة.
وحدّثنا سيّدنا الاُستاذ آية الله
العظمى السيّد محمّد رضا الگلپايگاني (قدس سره) في