لم يتح لسكينة الحسين عليهماالسلام ما أتيح لآل الحسين
من الظهور على ساحة أحداث كربلاء ؛ لتلهب الأجواء بالخطب والبيانات ، فإن مهمة ذلك
موكول إلى الكبار من أهل هذا البيت الطاهر. فمع وجود أخيها الإمام ، وعمتها
العقيلة ، وأم كلثوم ، وأختها فاطمة ، فإن سكينة كانت في عداد الهاشميات الصغيرات
، والمخدرات اللواتي لم يتحملن مهمة التبليغ بعد ، ولم تظهر إلا بعد أن حط الآل
ركبهم في المدينة ، وأخذت تستذكر فيما بعد أحداث الفاجعة ؛ لتروي لنا نتفا مما
علقت بها ذاكرتها من محن وأحداث.
وإذا كانت سكينة بنت الحسين عليهماالسلام لم تسلط عليها
أضواء أحداث الفاجعة ؛ يتعامل معها وجدان الأمة كأحد مظلومي هذا البيت الطاهر ، ولم
تستطع الأمة أن تستعرض السيدة سكينة في ركب المظلومين من آل الحسين عليهمالسلام ، الذين شاهدوا
مصارع ذويهم الأبرار ، كما أن اسم السيدة سكينة لم تتعاطف معه الضمائر والوجدانيات
بعد ، مع الذين يعدهم الناس من آل الحسين عليهمالسلام
المظلومين .. أمكن للدعايات الأموية ، والطعون الزبيرية ان تأخذ دورها في إدخال
اسم «سكينة» ضمن مسلسل الأقاصيص ، التي تسيء الى أهل بيت الحسين الأقدس ، الذين ما
فتأت الأمة تستذكر فيهم طهارة الرسالة ، وقداسة الحق العلوي ، ومن ثم تحتفظ في
ذاكرتها صور المأساة التي أقدمت عليها يد البطش الأموي ، التي لم تحفظ لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حرمته في
أهل بيته المطهرين من كل دنس ، والمبرئين من كل عيب.
عمدت الدعاية الأموية إلى تدنيس سمعة
أهل هذا البيت الطاهر ؛ لتقلل من عبء وزر جناياتها ، وتخفف من ثقل ما ارتكبه
الأمويون في حق أهل هذا البيت ، ولتصرف الأذهان عن مظلوميتهم إلى حياة ترفهم
المزعوم ، التي كانت تمثله السيدة سكينة حسب دعواهم ، وبهذا يستطيع الأمويون