فهل يقبل منطق ، أو يرتضي لك عقل ، أن
تعيش تلك السيدة الجليلة في ظلهما وفي بيوتهما ، وهي تدخل المغنين عليها وتستمع
إليهم ، وتساهر الشعراء والمتخلعين حتى الصباح؟ ماهذا الهراء والنعيق؟! ولقد أحسن
من قال : حدث العاقل بما لا يليق ، فإن صدق فلا عقل له.
فالسيدة سكينة ما فارقت المدينة منذ
عادت إليها بعد واقعة كربلاء ، بل ولم تتخلف ـ بما توحي إليه الشواهد ـ عن بيت
أخيها السجاد عليهالسلام
، الذي كان دائم البكاء والحزن على أبيه الحسين عليهالسلام
، فلا غرو أن ورثت السيدة آمنة عن أخيها الحزن السرمدي على أبيها ، خاصة وقد أدركت
هي حادثة الطف الأليمة ووعتها ، فهي يومذاك قد جاوزت سن التكليف قليلا ، ومع عدم
وجود خبر قطعي يركن إليه في تحديد عمرها ، فإنه يمكن الاستنتاج من بعض القرائن
والشواهد التاريخية أنها كانت بين (١١ ـ ١٤) عاما. ولعلنا نستطيع أن نستقرب تاريخ
ولادتها بين سنتي ٤٧ و ٤٨ هـ.
وبعد الإمام السجاد عليهالسلام لاذت في كنف ابن
أخيها الإمام الباقر عليهالسلام
، فهي امرأة وحيدة تحتاج إلى من يكفلها ، خاصة مع انقطاعها إلى العبادة ، وتبتلها
لله عز وجل. وتاريخ الإمامين الهمامين بين يديك ، فهل تجد فيه أن بيوتهم كانت
محتشدا للشعراء؟ (
كبرت كلمة
تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ).
وهل تجد شيئا من هذا يتوافق مع ما زوره
آل الزبير ، ونشره آل مروان ، وروج له من هو في الميل والهوى مع آل أمية ، والجميع
هم أعداء الله وأعداء الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وأعداء أهل بيته عليهمالسلام؟
فالكذاب الأشر زبيري ، والمروج البطر
أموي ، وناهيك بهما من مبغضين وعدوين لدودين لأهل البيت عليهمالسلام بالخصوص ، ولبني
هاشم