مينيون وهو حجر الزئبق والمصنوع يسمى باليونانية قساباري منيون وهو القيثار وهو يصنع من الكبريت والزئبق يؤخذ من كل واحد منهما جزء فيجمعان بالسحق ، ويوضعان في قدر ويستوثق من فمه لئلا يطير الزئبق بغطاء ويطين بطين الحكمة ويدفن في نار السرجين يوماً وليلة. ديسقوريدوس في الخامسة : قساباري قد ظن قوم أنه والجوهر الذي يقال له مينيون شيء واحد بالغلط منهم ، وذلك أن المينيون إنما يعمل بالبلاد التي يقال لها إسبانيا من حجر يخلط بالرمل الذي يقال له أوغوريطس ، وإنما يستفيد هذا اللون إذا صار في البوطقة وإذا صار فيها حسن لونه جداً وصار في حمرة النار وليس يعرف له جهة أخرى يعمل بها غير هذه الجهة التي وصفنا ، وإذا عمل في المعادن فاحت منه رائحة يعرض منها للذي يشمها الاختناق ، ولذلك صار الذين يستعملونه يسترون وجوههم بشيء يقال له باليونانية قوما يمكنهم النظر منه من غير أن يشتموا الرائحة ، وقد يستعملونه المصورون في الصورة التي يتأنقون فيها فأما القساباري فإنما يجلب من البلاد التي يقال لها لينوى ويباع بالغلاء لقلته وامتناعه ، ولذلك إذا احتاج المصورون إلى استعماله لم يقدروا على بلوغ حاجتهم منه إلا بالكثير وهو غميق اللون ولذلك ظن قوم أنه دم التيس. جالينوس في ٩ : قوة الزنجفر حارة باعتدال ، وفيه أيضاً قبض. ديسقوريدوس : له قوة شبيهة بقوة الشاذنج ويصلح للاستعمال في أدوية العين إلا أنه أشد قوة من الشاذنج لأنه أشد قبضاً ، ولذلك يقطع الدم ، وإذا خلط بالقيروطي أبرأ حرق النار والبثور. ابن سينا : الأصح أنه في طبعه حار يابس وكأنه في آخر الدرجة الثانية وما قيل من غير ذلك فمن غير معرفة يدمل الجراحات وينبت اللحم في القروح ويمنع من تآكل الأسنان. ابن جلجل : الزنجفر يقع في المراهم المدملة والقروح العفنة ويستعمل ذروراً على الأكلة وعلى كل ما فيه من القروح عفونة.
زهرة : يقال على الدواء المسمى باليونانية أنيلس ، وقد تقدم ذكره في حرف الألف ، ويقال أيضاً على الوج وسيأتي ذكره في حرف الواو وعلى الدواء الذي أريد ذكره ههنا وهو المسمى باليونانية نفحارس. الرازي : النبات المسمى نفحارس باليونانية هو بالعربية يسمى الزهرة. لي : وهو الذي يسميه شجارونا بالأندلس بالقرنفلية ، وقد شاهدت نباته ببلاد الشام بجبل بيروت بالضيعة المعروفة بكفرسلوان شمالي الضيعة المذكورة ، وأكثر نباته هناك تحت شجر الأرز وكذا الدرونج أيضاً هناك. ديسقوريدوس في الثالثة : نفحارس عشب طيب الرائحة يستعمل في الأكاليل ، وله ورق خشن عظيم فيما بين ورق البنفسج ، والنبات الذي يقال له قلومس وساق مزوّى طوله ذراع إلى الخشونة ما هو يتشعب منه شعب ، وله زهر في لونه فرفيرية إلى البياض ما هو طيب الرائحة وعروق شبيهة بالخربق الأسود ورائحتها شبيهة برائحة الدارصيني ، وينبت كثيراً في الأماكن الحسنة ، والمواضع المائية ، وأصل هذا النبات إذا طبخ بالماء نفع الذين يقعون من موضع عال ، ومن رض العضل وأطرافها وعسر النفس والسعال المزمن وعسر البول ، وقد يدر الطمث ويحدر الجنين ، وقد يتناول منه بالشراب من لسعة الهوام وينتفعون به ، وإذا احتمل عرق واحد منها وهو طري جذب الأجنة وطبيخه إذا جلست فيه النفساء وافقها وينتفع به في ذرارير الطيب إذ كان طيب الرائحة جداً وورقه لأنه قابض إذا تضمد به نفع من الصداع ومن أورام العين الحارة ومن الناصور الذي يكون بقرب العين في ابتدائه والثدي الوارم عند الولادة من