من يذوقه وهو يحلل وينقص اللحم ويأكله ويذيبه ، وليس يفعل ذلك باللحم الرخص فقط ، لكن يفعله أيضاً باللحم الصلب ، والزنجار لذاع وليس يلذع القروح فقط ، بل له لذع في مذاقته أيضاً فإن خلط إنسان شيئاً يسيراً مع قيروطي كثير صار الدواء المخلوط منه يجلو جلاء لا لذع فيه. ديسقوريدوس : وقوة جميع أصناف الزنجار شبيهة بقوة النحاس المحرق إلا أن الزنجار أشد قوة من النحاس المحرق ، وأجود هذه الأصناف من الزنجار الصنف الذي يقال له الدود المستخرج من معدن النحاس ، وبعده في الجودة الصنف الذي يقال له المجرود ، وبعده المعمول إلا أن المعمول أشد لذعاً من غيره ، وأشد قبضاً ، والذي يعمله الصاغة يشبه المحرو أشد لذعاً وكل زنجار فإنه قابض مسخن يجلو الآثار العارضة في العين من اندمال القروح ، ويلطف ويدر الدموع ويمنع القروح الخبيثة من الانتشار في البدن والخراجات من أن ترم ، وإذا خلط بالزيت والموم أدمل القروح ، وإذا طبخ بالعسل نقى القروح الوسخة والبواسير الجاسية ، وينفع من الوثي إِذا خلط بالأسج وعمل منه فتائل أذابت جساء البواسير ، وقد ينفع من أورام اللثة وانتفاخها وينقص اللحم الناتىء الذي يكون في القروح ، وإذا خلط بالعسل واكتحل به جلل الجساء العارض في الجفون ، وبعد أن يكتحل به فينبغي أن تكمد العين بأسفنجة مبلولة بماء سخن وإذا خلط بصمغ شجرة البطم ونطرون قلع الجرب المتقرح والبرص وقد يحرق الزنجار على هذه الصفة يؤخذ فيصير مرضوضاً ، ويصير في مقلاة من فخار وتوضع المقلاة على جمر ويحرك الزنجار إلى أن يتغير لونه ويميل إلى لون التوتيا ، ثم تؤخذ المقلاة من النار وينزل الزنجار حتى يبرد ثم يرفع ويستعمل في وقت الحاجة ، ومن الناس من يصيره في قدر من طين مكان المقلاة ويحرقه على ما وصفنا وليس أبداً إذا أحرق يستحيل لونه إلى لون واحد. مسيح : وقوته من الحرارة واليبوسة في الدرجة الرابعة. أرسطو : هو نافع للعين التي قد جربت ويدهب بالسلاق والاحتراق وينفع الأجفان التي استرخى عصبها إذا خلط مع الأدوية التي تنفع العيون فأما إذا كان مفرداً فلا يكتحل به لحدته ويبرئ البواسير إذا دس فيها ويأكل اللحم المتغير من الجراح أكلاً بيناً وهو من السموم إذا شرب لأنه يقع على الكبد فيفسخها ويضر بالمعدة لأن المعدة عصبية عضلية ، وهو ينكىء الأعصاب والعضل. إسحاق بن عمران : وقد تتخذ صلاية فهرها نحاس أحمر ويقطر عليها قطرة من خل وقطرات من لبن امرأة وقطرة من عسل غير مدخر ثم يسحق ذلك في الصلاية بالفهر حتى يثخن ويسود ، فإذا اكتحلت به العين أحد البصر وجلا الغشاوة وقلع البياض. ابن سينا : الزنجار يتخذ بالنوشادر والشب والخل إذا سحق ونفخ في الأنف وملىء الفم ماء لئلا يصل إلى الحلق فإنه ينفع من نتن الأنف والقروح الرديئة فيه. التجربتين : الزنجار إذا خالط أدوية قروح الرأس الشهدية المتعفنة نفع منها نفعاً بليغاً ، وإذا خالط أدوية العين النافعة من الظفرة والسبل وبيان العين والمحدة للبصر والمجففة لرطوباته فعل فعلاً عجيباً ، وإذا عجن بالعسل أو طبخ به مع الخل نفع من قروح الأعضاء اليابسة المزاج كلها كقروح الفم وبثوره واسترخاء اللثة وقروح الأنف والأذن ، وبالجملة فإنه من الأدوية الضارة في كل ما ذكرنا متى لم يجعل معه المقدار القصد بحسب المزاج وبحسب العلل المعالجة فيجب أن يتفقد فعله في كل مرة ويزاد فيه أو ينقص بحسب ما يظهر منه.
زنجفر : ابن جلجل : هو صنفان مخلوق ومصنوع فالمخلوق يسمى باليونانية