إنَّ التأكيد على سيرة الشيخين في
الشورى ، وسماح عثمان ومعاوية في الاكتفاء بالأحاديث التي عُمِل بها في عهد عمر لا غير ، وقرار الخليفة عمر بن عبدالعزيز حصره التدوين ( بسنّة صاحبيه ، أمّا غيرهما فنرجئهما )
وغيرها من النصوص آنفة الذكر.
تدلّ هذه المراحل على أنَّ آراءَها
أصبحت سنّة يُعمَل بها ، وأنَّ اجتهادهما صار أصلاً ثالثاً في التشريع الإسلاميّ لم يكن يدّعيه ـ الشيخان ـ من قبل.
وبهذا يتبيّن أنّ ما ذهب إليه إسماعيل
أدهم وتوفيق صدقي ورشيد رضا
ومنكرو السنّة في الباكستان القائلين بلزوم الاكتفاء بالقرآن ، إنّما كان كلامهم نتيجة حتميّة لمنع الشيخين من كتابة وتدوين حديث رسول الله.
واستبان لك كذلك عدم صحّة ما علّل به
الشيخان في المنع ، وما علّله به الآخرون من الكتّاب ، شيعةً وسنّة ، مستشرقين ومسلمين ،
__________________