أحداث مستقبلية ، ولم يكن أمر الرسول بهذا العمل الّا من قبيل الاطلاع علىٰ النفوس التي عاشت وتعيش حوله وامتحان لهم. فأسامة لم يكن الّا شاباً صغير السن وفي الجيش شيوخ كبار. وكيف تطوعهم نفوسهم أن يجعلوا تحت لواء شاب ، ان التعلل بهذا لهو عين الحمق. فكيف وقوله تعالىٰ ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) مدون في كتاب الله تعالىٰ وما أمره في سرية أسامة إلّا لازم الامتثال له ، وأي مخالفة صريحة لأمره هي مخالفة لامره تعالىٰ.
إن حدث السرية يحمل معنيين مهمين يجب التمعن فيهما وهذا ما كان يتوخاه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
الأول : عقد لواء السرية بيده وهذه دلالة شرعية للسرية ومثيلها ومثيل أي أمر نبوي وجب الخضوع له. علماً أنه خلال هذه المرة كان في مرضه الأخير وكان بإمكانه تكليف شخص معين لعقد اللواء ، لكن أبىٰ إلّا أن يقوم من فراشه ويباشر عن هذا العمل الشريف.
والثاني : هو شخصية القائد ، وقد كان امتحان من رسول الله لأصحابه باختياره لأسامة وهو شاب صغير. ومن خلالها استطاع أن يتطلع لمصير أوامره بعد وفاته علماً أن هذه الامة ينتظرها ماهو أكبر وأعظم من سرية لكن مع الاسف كان امتحاناً استطاع الرسول أن يستشف من خلاله مصير أصحابه ويحيط لعنته بالمخالفين له.
من خلال هذين الحدثين : رزية الخميس
وسرية أسامة يتضح لنا هذا المجتمع المقبل علىٰ شيء أعظم إلىٰ أيّ شيء وصل في تفكيره