وقالت فاطمة : ما صنع أبو حسن إلا ما كان ينبغي له ، وصنعوا هم ما الله حسبهم عليه (١).
وحدثنا أحمد قال : حدثني سعيد بن كثير قال : حدثني ابن لهيعة ، ان رسول الله صلى الله عليه وآله ، لما مات وابو ذر غائب ، وقدم وقد ولي أبو بكر ، فقال : أصبتم قناعه ، وتركتم قرابه ، لو جعلتم هذا الأمر في أهل بيت نبيكم لما اختلف عليكم اثنان (٢).
وأخبرنا أبو زيد عمر بن شبة ، قال : حدثنا أبو قبيعة محمد بن حرب ، قال : لما توفي النبي صلى الله عليه وآله ، وجرى في السقيفة ما جرى تمثل عليّ :
وأصبح أقوام يقولون ما اشتهوا |
|
ويطغون لما غال زيدا غوائله (٣) |
حدثني أبو يوسف يعقوب بن شيبة ، عن بحر بن آدم عن رجاله ، عن سالم بن عبيد قال : لما توفي رسول الله وقالت الأنصار : منا أمير ومنكم أمير ، أخذ عمر بيد أبي بكر وقال : سيفان في غمد واحد ، إذا لا يصلحان ، ثم قال : من له هذه الثلاث : ثاني اثنين إذ هما في الغار. من هما إذ يقول لصاحبه لا تحزن ، من صاحبه ، إن الله معنا ، مع من ، ثم بسط يده الى أبي بكر فبايعه الناس أحسن بيعة وأجملها (٤).
حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاري ، عن أبي بكر بن عياش ، عن زيد بن عبد الله ، قال : إن تعالى نظر في قلوب العباد ، فوجد قلب محمد عليه الصلاة والسلام ، خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه ، وابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب الأمم بعد قلبه ، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد ، فجعلهم وزراء نبيه ،
__________________
(١) ابن أبي الحديد ٦ : ١٣.
الامامة والسياسة ١ : ١٩ وفيه : ولقد صنعوا ما الله حسيبهم وطالبهم. الغدير ٧ : ٨١.
(٢) ابن أبي الحديد ٦ : ١٣. مصالب القواصب ١ : خ.
(٣) ابن أبي الحديد ٦ : ١٤. النص والاجتهاد : ٨١.
(٤) ابن أبي الحديد ٦ : ٣٨.