( إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ ) (١).
إذا علمت ذلك فمن فروعه :
ما إذا قال : إن دخلت الدار فأنت عليّ كظهر أمي ، فلا شبهة في وقوعه من حيث الصيغة. ولو قال بعد الشرط : أنت عليّ كظهر أمي ، بغير فاء ، فإن كان عارفا بالعربية سئل ، فإن قال : أردت التنجيز ، حكم به ، وإن قال أردت التعليق ، ففي وقوعه كذلك واغتفار هذا اللحن وجهان ، أصحهما الوقوع ، فقد قيل : إنه لغة ، كما عرفت (٢) فلا أقل من اغتفاره حيث لا يغير المعنى.
ولو تعذرت مراجعته ففي حمله على التنجيز ، لأنه مقتضى اللفظ على اللغة الصحيحة أو الغالبة ، ولأصالة عدم التعليق ؛ أو على التعليق ، لأصالة عدم التحريم ، وصونا للفظ عن الهذر (٣) أو (٤) يقع الشرط بدونه لغوا ، وجهان ، أجودهما الثاني. ولو كان جاهلا بالعربية حمل على التعليق مطلقا ، إن لم يفسره بغيره.
ولو قال : إن دخلت الدار وأنت علي كظهر أمي ، بالواو. روجع مع إمكانه ، فإن قال : أردت التعليق ، قبل مع احتمال عدمه ، نظرا إلى اللحن ؛ أو التنجيز فيقع كذلك.
وإن قال : أردت جعل الدخول وظهارها شرطين لأمر آخر لم أتلفظ به ، قبل ، لإمكانه من حيث قبول الصيغة له.
فإن لم يقصد شيئا أو تعذرت مراجعته ، ففي وقوعه منجزا وإلغاء الواو ، كما لو قال ابتداء : وأنت عليّ كظهر أمي ؛ أو وقوعه معلقا على
__________________
(١) البقرة : ١٨٠. ونقل ذلك عن الأخفش في مغني اللبيب ١ : ٢١٩ ، والإتقان للسيوطي ٣ : ٢١٢.
(٢) القاموس المحيط ٤ : ٤١٢. ( الفاء )
(٣) هذر في منطقه هذرا : خلط وتكلم بما لا ينبغي ( المصباح المنير : ٦٣٦ ).
(٤) كذا ، والأنسب : إذ.