التعليق في الماضي ، كما دلّت « إن » على التعليق في المستقبل . وهو خلاف البديهي.
والحق أنها
تفيد امتناع الشرط خاصة ، ولا دلالة لها على امتناع الجواب ، ولا على ثبوته ؛
ولكنه إن كان مساويا للشرط في العموم لزم انتفاؤه ، وإلا فلا. فظهر أنّ أصح تعريفاتها
ما قاله ابن مالك وابن هشام : إنها حرف
يقتضي امتناع ما يليه ، واستلزامه لتاليه.
وقد تأتي لو
حرف شرط في المستقبل كـ « إن » إلا أنها لا تجزم ، كقوله تعالى ( وَلْيَخْشَ الَّذِينَ
لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ ) . وعليه نزّل قوله : « نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم
يعصه » . وأنكر ورودها بهذا المعنى قوم ، منهم ابن مالك .
إذا
عرفت ذلك فمن فروعه :
ما لو قال : أنت
عليّ كظهر أمي لو دخلت الدار ، ومقتضى القاعدة أن يرجع إليه في التفسير ، فإن أراد
معنى « إن » فواضح ، وإن أراد أنه لو حصل في الماضي دخول لكان يقع الظهار ، قبل
أيضا ولم يقع ؛ فإن تعذرت المراجعة فالأصل عدم الوقوع ، ولأن وقوع « لو » على
الوجه الأول أكثر أو متعين.
__________________