بِما رَحُبَتْ ـ إلى قوله ـ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ ) (١). وأجيب بتخريجها على تقدير الجواب (٢).
وأما الترتيب : فخالف فيه من ذكر ، تمسكا بقوله تعالى ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها ) (٣) ( وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ ) ( ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ ثُمَّ سَوّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ) (٤) ( ذلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ ) (٥). وقول الشاعر :
إن من ساد ثم ساد أبوه |
|
ثم قد ساد قبل ذلك جده (٦) |
وأجيب عن الآية : بأنّ العطف على محذوف ، أي : من نفس واحدة ، أنشأها ثم جعل منها زوجها ، أو أن الذرية محمولة في ظهر آدم كالذر ، ثم خلقت حواء من قصيراه أو أن خلق حواء من آدم لما لم تجر العادة بمثله ، جيء بثم ، إيذانا بترتبه وتراخيه في الإعجاب ، وظهور القدرة ، لا لترتيب الزمان وتراخيه ؛ أو إنه لترتيب الإخبار كما يقول : أعجبني ما صنعت اليوم ، ثم ما صنعت أمس أعجب ، أي : أخبرك أنّ الّذي صنعت أمس أعجب.
والأجوبة السابقة أنفع من هذا ، لأنها تصحح ( الترتيب والمهلة ، وهذا يصحح ) (٧) الترتيب فقط ، إذ لا تراخي بين الإخبارين ، ولكن (٨) الجواب
__________________
(١) التوبة : ١١٨.
(٢) نقل زعم الأخفش والكوفيين والجواب عن حملهم في مغني اللبيب ١ : ١٥٨.
(٣) الزمر : ٦.
(٤) السجدة : ٧ ـ ٩.
(٥) الأنعام : ١٥٣.
(٦) البيت لأبي نواس « الحسن بن هاني » والموجود في ديوانه : ٤٩٣ :
قل لمن ساد ثم ساد أبوه |
|
قبله ثم قبل ذلك جده |
(٧) ما بين القوسين ليس في « م ».
(٨) في « م » : وكذا.