ولذا نجد أن الإمام (عليه السلام) في وصيته قد جعل أمر تزويج بناته بيد الإمام الرضا (عليه السلام) معللا ذلك بأنه أعرف بمناكح قومه.
الوجه الثالث :
ما أجاب به الإمام (عليه السلام) هارون عندما سأله : « ... قال : فلم لا تزوج النسوان من بني عمومتهن واكفائهن؟ قال : اليد تقصر عن ذلك.
قال : فما حال الضيعة (١)؟
قال : تعطي في وقت ، وتمنع في آخر ... » (٢).
فالإمام (عليه السلام) علل عدم تزويجهن لقصر ذات اليد ، وضعف الإمكانات الماديّة.
الوجه الرابع :
نتيجة الضغوطات العنيفة ، والممارسات لتعسفية التي كانت السلطة العبّاسية تنتهجها تجاه الامام (عليه السلام) وشيعته ، ما كان أحد ليجرأ أن يتقدم من الإمام ليطلب كريمته أو أخته.
بل إن الشيعة ـ في فترات مختلفة من الزمن ـ ما كانوا ليتقربوا من دار المعصومين (عليهم السلام) في إستفتائاتهم ، ولذا كان بعضهم يلجأ إلى الحيلة فيلبس ثياب بائع خيار ويحمل سلة الخيار حتى يتمكن من دخول دار الإمام ، فيستفتيه ويخرج.
فإذا كان أتباع أهل البيت (عليهم السلام) لا يستطيعون استفتاء
__________________
(١) الضيعة : العقار ، والأرض ذات الغلة.
(٢) عيون أخبار الرضا : ج١ ص ٨٨ ح١١.