قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا لم ينل المعيشة إلا بمعاصي الله ، فعند ذلك حلٌت العزوبة » (١).
فالعزوبة تحل في بعض الأزمنة ، وعليه قد يكون الإمام (عليه السلام) قد مر بما يماثل تلك الأزمنة ، فلا تنافي بين ترغيب الإسلام في الزواج ، وبين عدم تزويج الإمام (عليه السلام) لبناته.
فالحكم الاولي للعزوبة هو الكراهة ، ولكن الحكم الثانوي المستفاد من هذه الرواية هو حليّة العزوبة في بعض الأوقات.
الوجه الثاني :
أنه (عليه السلام) لم يزوجهن لعدم الكفؤلهن ، فإنهن ودائع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكريماته ، فينبغي أن لا تزوجن إلا بمؤمن تقي يعرف مكانتهن ، ويقدر منزلتهن ، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : « أنكحوا الأكفاء وانكحوا فيهم واختاروا لنطفكم » (٢).
فلو أنّ الإمام (عليه السلام) قد زوجهن من غير الاكفاء لما عرفت مكانتهن ، ولهدرت حقوقهن ، وما في ذلك من المهانة والإذلال لودائع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، وحاشا الإمام أن يفعل ذلك.
بل قد يكون تزويجهن من غير الأكفَاء عامل ضغط على الإمام (عليه السلام) تمارسهُ الحكومة العباسيّة لتكلبيل أشد للإمام ، وتقييد أكثر لحريّته.
__________________
(١) بحار الانوار : ج١٤ ص ٣٥١.
(٢) فروع الكافي : ج٢ ص٥.