قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا
لم ينل المعيشة إلا بمعاصي الله ، فعند ذلك حلٌت العزوبة » .
فالعزوبة تحل في بعض الأزمنة ، وعليه قد
يكون الإمام (عليه السلام) قد مر بما يماثل تلك الأزمنة ، فلا تنافي بين ترغيب الإسلام
في الزواج ، وبين عدم تزويج الإمام (عليه السلام) لبناته.
فالحكم الاولي للعزوبة هو الكراهة ،
ولكن الحكم الثانوي المستفاد من هذه الرواية هو حليّة العزوبة في بعض الأوقات.
الوجه
الثاني :
أنه (عليه السلام) لم يزوجهن لعدم
الكفؤلهن ، فإنهن ودائع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكريماته ، فينبغي أن
لا تزوجن إلا بمؤمن تقي يعرف مكانتهن ، ويقدر منزلتهن ، فقد قال رسول الله (صلى
الله عليه وآله وسلم) : « أنكحوا الأكفاء وانكحوا فيهم واختاروا لنطفكم » .
فلو أنّ الإمام (عليه السلام) قد زوجهن
من غير الاكفاء لما عرفت مكانتهن ، ولهدرت حقوقهن ، وما في ذلك من المهانة
والإذلال لودائع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، وحاشا الإمام أن يفعل
ذلك.
بل قد يكون تزويجهن من غير الأكفَاء
عامل ضغط على الإمام (عليه السلام) تمارسهُ الحكومة العباسيّة لتكلبيل أشد للإمام
، وتقييد أكثر لحريّته.
__________________