وكان أحد مصوري الأفلام يسلط عدسة التصوير على عين « حمزة » المعيوبة مكرراً.
وأهديت نسخة من هذا الفيلم إلى المدرسة التي استقبلت هؤلاء الشباب في « قم » المقدسة.
وذات يوم ، وفي صالون المدرسة ، يعرض ذلك الفيلم عليهم ، كنوع من الترفيه وتغيير الأجواء.
وفي كل مرّة كانت تظهر عين « حمزة » المعيوبة ، كانت تتصاعد صيحات الضحك من رفاقه.
إظلمت الدنيا في عيني « حمزة » .. وضاقت عليه الحياة ..
فقرر الرجوع إلى بلده حتى لا يكون مورد استهزاء وتحقير رفاقه.
ولذلك توجه إلى الحرم الشريف حتى يودع السيدة المعصومة (عليها السلام) ويبثها ألمه وأحزانه.
وبقلب منكسر ، وعين تدمع بغزارة ، يتوجه إلى السيدة (عليها السلام) قائلاً : يا بنت باب الحوائج!
قد جئتك من على بعد مئات الأميال حتى أدرس تحت ظلك ورعايتك ، فأكون مبلغاً ...
ولكنني لا استطيع تحمل كل هذا التحقير والإستهزاء ..
ولذا قررت الرجوع إلى بلدي ، فاحرم مجاورة حرمك الشريف.
وبعد أن بث « حمزة » أحزانه وآلامه لكريمة أهل البيت (عليها السلام) ، خرج من أحد أبواب الحرم الشريف ، وإذا به يلتقي بأحد رفاقه ، فيسلّم عليه ، فيرد رفيقه عليه السلام دون أن يعرفه.
فيناديه : « حمزة » باسمه.