في تصرفها الذي خلقت لأجله. وليكون للعين مطلّعا على الأعضاء كلها في الجهات جميعها ما امكنها. فان قياس العين الى البدن قريب من قياس الطليعة على العسكر. واليق المواضع للطلائع أو أصلحها ، المواضع المشرفة ، لكن ليس لكل عين بل للحيوان اللين العين الذي تحتاج عينه الى فضل حرز ووثاقة ، وهي اشرف ألات الحس. وادراكها ابعد مسافة في وكفى العين شرفا ان الرأس مع ما يحوي من الأعضاء النفسية كالدماغ وغيره خلق لحسن حالها
الفصل الثالث منه
في فعل العين ومنفعتها
العين آلة لادراك المبصرات ، وهي الألوان والاشكال والاوضاع والمقادير والحركات والسكنات. ومنفعتها انها تنذر بالمؤذي فيجتنب وتدل على النافع فيجتلب ، وترشد الانسان حيث اتجه نحو مقاصده واغراضه. واينما سار وربما رأت ما يصلح مزاج بعض الناس اذا سرّ برؤيته الى غير ذلك من افعالها
الفصل الرابع منه
في وضع العين وكونها في اعلى البدن (٤١)
ليس بنا حاجة (٤٢) ان نذكر وضع عين ما عدا الانسان واختلافه لئلا يطول الكتاب بل نذكر هذا الوضع المخصوص باعيننا فنقول : لما كانت العين شريفة موقية (٤٣) جعلها الله تعالى في الرأس لعلوه
_________________
٤١) في الأصل : في اعلا البدن. وقد جاءت كلمة البدن متشابكة الحروف مما جعلها تقرأ (البلز) وهكذا ما درج عليه وكرر كتابة الكلمة في كل الصفحات.
٤٢) جاءت الجملة في الأصل بهذا الشكل : لينن ساجاجه ان ندلر وضع حيز ما عدا.
٤٣) هكذا جاءت الكلمة في الأصل. وكان من الأفضل ان يقول موقاة.