الاعتقاد بأن الجنة كانت تقع ضمن العراق العربي. ومع ذلك فالسذج من الناس الذين يعتقدون بأن العراق العربي يذكرنا في شكله الخارجي ولو من بعيد بالحديقة الغناء التي عاش فيها اسلافنا سيخيب أملهم بمرارة لو رأوه رأي العين. فالمسافر فقط الذي يأتي من سواحل الخليج العربي القاحلة التي تحرقها الشمس فتبدو كالملعونة إلى شط العرب الذي تحيطه غابات لا نهاية لها من اشجار النخيل الدائمة الخضرة يمكن أن يعتقد للوهلة الأولى بأنه في الجنة حقاً.
ولكن يكفي للقادم أن تزاوله لحظة الافتتان الأولى لكي يدرك بأن أحراش النخيل التي بدت له وكان لا نهاية لها لا تتوغل في داخل البلاد إلا لمسافة فرستين أو ثلاث تحل بعدها نفس الأهوار والصحاري التي تكون الميزة السائدة في مظهر العراق العربي كله.
تحتل النخلة دون شك المكان الأول بين نباتات هذه المنطقة. لأن تربة العراق الجنوبي وظروفه المناخية أكثر ملائمة لنجاح زراعتها فالمثل العربي يقول بأن النخلة يجب أن تكون أرجلها في الماء ورأسها في النار ولهذا يجب أن تكون حدود انتشارها في الشمال على الفرات عنه التي تحتوي على آخر بساتين النخيل وعلى دجلة التي لا تحتمل النخلة تمراً إلى الشمال منها.
أما المرتبة الثانية من حيث الانتشار
فهي من نصيب الحبوب التي تنقسم حسب موسم بذارها وحصادها إلى شتوية وصيفية، ينتمي إلى الصنف الأول الشعير والحنطة اللذان تبدأ زراعتهما في تشرين الأول ـ تشرين الثاني وتنضج في نيسان وأيار، ويعود إلى الصنف الثاني الرز والذرة البيضاء والصفراء والعدس والدخن والنباتات القرنية والسمسم حيث يكون بذارها في نيسان ـ حزيران وتحصد في تموز ـ ايلول. وإذا ما