لموضع يقع على بعد ١٠ فرستات إلى الأعلى من البصرة يلتقي فيه الفرات بدجلة حقيقة، ما هو إلّا استمرار لدجلة ولهذا فمن غير الصحيح تسميته بشط العرب. وتشير قياسات السيد ولكوكس إلى أن عرض شط العرب، وهو الأسم الذي سنستمر على استخدامه، بين القرنة وكرمة علي يتراوح بين ٣٥٠ و ٥٣٠ أرشين في حين يبلغ عمقه ١١،١/٤ أرشين ولا يكبر إلّا بعد أن يصب فيه الفرات فيصل عرضه إلى ٧٧٠ أرشيناً وعمقه إلى (١،١٩/٢) أرشين. وتبلغ المسافة من البصرة حتى مصب شط العرب في الخليج ١٠٠ فرستاً يتراوح عرض النهر على امتدادها بين ٧٧٠ أرشين في مجراه الأعلى و ١٥٤٠ أرشيناً على الأسفل من مصب الكارون فيه بواسطة قناة الحفار. وتبلغ سرعة التيار في شط العرب عند البصرة ٦٣، ٥ قدم في الثانية ويصب في شط العرب إضافة إلى نهر الكارون الذي ينبع من جبال خوزستان نهر فارسي مهم آخر هو نهر كيركه (١) أو شط السويب وذلك في موضع يبعد ٨ فرستات إلى الأسفل من القرنة. وقبل أن يصيب الخراب في ١٨٣٧م السد الذي كان قائماً في مدينة الحويزة كان فرع آخر من هذا النهر يصب مباشرة في موضع غير بعيد عن مرقد النبي عزرا.
ويعترض مجرى شط العرب بين القرنة والمحمرة الواقعة عند مصب الكارون في ذلك النهر عدد كبير من الجزر، تقع إثنتان منها إلى الأعلى من
______________________
(١) كيركة هي التسمية التي يطلقها المؤلف على نهر الكرخة (أنظر ص٢٦ من هذا الكتاب) وهو غير نهر السويب، فالأول أي الكرخة ينبع من المرتفعات الأيرانية ويصب في الجانب الشرقي من هور الحويزة في حين أن الثاني أي نهر السويب يأتي بمياه هذا الهور من أجزانه الواقعة جنوب العزير ويصبها في شط العرب إلى الجنوب من القرنة بحوالي ٩ كيلو مترات أنظر: حسن الخياط، جغرافية أهوار ومستنقعات العراق، القاهرة ١٩٧٥، ص٢٤. ٦٧ ـ المترجم.