وقد أهتم الاتحاد بإعداد المعلمين فافتتح في ١٨٦٨ في باريس (ecole normale oriental) وأسس في اسطنبول (seminaire rabbinique) لرفع المستوى الثقافي للحاخامات أنفسهم.
وهکذا أوجدت کوادر الرجال المؤهلين لمکافحة الدعاية البروتستانتية، لکن الاتحاد لم يکتف بذلک بل اهتم أيضاً بتحسين الوضع المادي لفقراء اليهود من أجل أن يبعدهم عن التأثر بالنشاط الخيري الذي کان يمارسه المبشرون. وقد فتح الاتحاد لهذا الغرض مدارس حرفية في الکثير من المدن، وعمل في الاماکن التي لم تکف فيها الأموال لذلک على أن يتدرب أطفال الفقراء مجاناً على الحرف المختلفة لدى اليهود أصحاب الورشات ويقوم هو من جانبه بتهجير هؤلاء التلاميذ بالملبس والمأکل. إن الاتحاد لم ينس حتى الزراعة فتأسست المدارس اللازمة لذلک في يافا وفي جديدة في تونس.
يترکز نشاط الاتحاد في العراق الجنوبي حتى الآن في بغداد بالدرجة الأولي فقد أقيمت هناک منذ ١٨٦٥ مدرسة للأولاد يدرس فيها منهج واسع يضم بالإضافه إلى المواضيع التعليمية العامة تدريس اللغات الفرنسية والانجيليزية والترکية والعربية. ويقبل في هذه المدرسة المسيحيون والمسلمون إلى جانب اليهود وعدد طلاب هذه المدرسة هو ٣٥٠ طالباً. أما مدرسة البنات التي تأسست في ١٨٩٥ فإن عدد الطالبات فيها کان ١٨٠ طالبة، في حين أن المدرسة الابتدائية المخصصة لتعليم القراءة والکتابة وتدريس اللغتين العبرية والعربية، افتتحت في ١٨٠٢ وکان عدد طلابها ٢٠٠ طالب. وفضلاً عن ذلک بدأوا في بغداد اعتباراً من ١٨٧٤ بتعليم الصبيان النجارة والحدادة والسکافة والخياطة، کما تأسست في ١٨٩١ للبنات ورشة خاصة يتعلمن فيها أشغال الابرة بکل أنواعها.