السکر يفسد مذاقة.
ويأکل البدو بين الحين والآخر لحم الغنم أو الابل لکن مثل هذا الطعام يعتبر ترفاً لا يقدمون عليه إلا في المناسبات المهمة وبالأخص أثناء المناسبات العائلية الزواج والختان وکذلک عند استقبال کبار الضيوف. ويعتبر لحم الابل وعلى الأخص الصغيرة منها طعاماً شهياً جداً بحيث أنهم بمجرد أن تکسر رجل حيوان منها في الطريق يبادرون إلى نحره رأساً ويقيمون منه وليمة حقيقية. ويأکل البدو مرتين في اليوم حيث يتناولون طعاماً خفيفاً في الصباح ووجبة أدسم في المساء بعد غروب الشمس. ولا بد أن تدخل في الوجبة المسائية الأکلة التي يطلق عليها اسم «عيش» وهي عبارة عن عجينة تصنع من الطحين وحليب النوق الحامض بعد أن تغلي سوية ودون أن تضاف اليها أية توابل أخرى.
وإذا ما کان مثل هذا الغذاء مضراً للبالغين بحيث أن من النادر أن نجد بدوياً في سن الأربعين أو الخمسين لا يعاني من سوء الهضم، فإنّ تاثيره على الأطفال وبيل أيضاً، وکل من تأتّى له أن يزور مضارب البدو أدهشته رغماً عنه بطون الأطفال المنتفخة انتفاخاً مرضياً ونسبة الوفيات بين الأطفال کبيرة إلى درجة بحيث يمکننا القول دون مبالغة بأنه لا يعيش منهم إلا شديد والقوة الذين يستطيعون التکليف لظروف الحياة القاسية في الصحراء.
وينشأ أطفال البدو على الحرية التامة
يمنحونها لأنفسهم کلياً دون أي إشراف او عناية من جانب الکبار، ففي أي من مضارب البدو يمکن أن نلاحظ أطفالاً عراة يمرحون حول الخيام مختلطين بالخيل والکلاب والماشية البيتية، حيث نجد الأولاد دون السادسة والبنات دون الخامسة من العمر يتراکضون عراة حاسري الرؤئس. إذ أنهم لا يرتدون القمصان إلا