السابقة. وهكذا نسي الدائنون الانجليز والفرنسيون تنافسهم الدائم وأسرعوا بالإتحاد في سنديكات واحد ووجهوا إلى ممثلي الدول الأوروبية المجتمعين في مؤتمر برلين مذكرة طلبوا فيها حماية مصالح حملة السندات العثمانية الأجانب. وحذا مصرفيو اسطنبول حذوهم فأرسلوا إلى برلين مندوبين عنهم للغرض نفسه.
وقد لاقت الالتماسات المشار إليها اهتماماً وعطفاً من جانب المؤتمرين فأعلن الكونت كورتي ممثل ايطاليا بتخويل من زملائه بأن «الدول الممثلة في المؤتمر ترى بأن من الضروري أن تنصح الباب العالي بأن يؤلف في اسطنبول لجنة مالية من المختصين الذين تعينهم الدول المعينة تناط بها مهمة النظر في مطالب دائني الدولة العثمانية والبحث عن أكثر الاجراءات فعالية لتطمين هذه المطالب بما يتفق وحالة مالية الدولة العثمانية، وقد أيد ممثلو الدولة كافة اقتراح المندوب الايطالى هذا بما في ذلك ممثل روسيا لكن ممثل الدولة العثمانية اعتبر تأليف لجنة دولية أمراً مهينا لكرامة الامبراطورية فأسرع وقد باسم حكومته وعداً مهيباً بأن الباب العالي لن يتوانى عن الاتفاق مباشرة مع دائنيه وسيبذل جهده لإرضائهم بالقدر الذي تسمح به حالته المالية.
ومنذ ذلك الوقت أخذ شبح السيطرة الدولية يطارد بإلحاح الماليين العثمانيين الذين كانوا يجهدون بالبحث عن وسائل لإنقاذ الدولة العثمانية من مهانة كهذه.
وانبرى البنك الامبراطوري العثماني لسماعدتهم فتزعم مصرفيي گلطه وقدم للحكومة مشروعاً بدا كما لو أنه يدرأ الخطر المذكور (١).
______________________
(١) A. du Velay. Op. cit. p ٣٩٧ FF: Morawitz. Op. cit. p. ٥٥ FF.