دفع فوائد القروض السابقة.
وكانت الخزينة التركية في حالة فشلها في الحصول على الأموال في الخارج تلجأ إلى مصرفي گلطة فتستدين منهم ما تحتاجه من نقود بشروط مجحفة جداً بالنسبة لها.
كان وزراء المالية في الامبراطورية العثمانية في بحثهم عن النقود يسعون إلى البحث عن مصادر جديدة باستمرار للقروض التي يحتاجونها. فلقد استغلوا مثلاً حقيقة أن الدولة العثمانية التي بدأت تسير في طريق الاصلاحات أصبحت تجذب مختلف رجال الأعمال الأوروبيين فأخذوا يمنحونهم امتيازات لبناء سكك حديدية أو موانئ أو ما أشبه بشرط أن يعقد معهم من يأخذ الأمتياز مسبقاً قرضاً كبيراً كان أو صغيراً ودخل رجال الأعمال من مختلف الأمم الذين جذبهم إلى الدولة العثمانية التعطش للربح، بدورهم، في منافسة حامية فيما بينهم فكانوا يوافقون عن طيب خاطر على أقراض الخزينة العثمانية الأموال لمجرد أن يختطفوا من منافسيهم إمتيازاً ما يتوقعون الريح من وارئه.
وكان أصحاب الامتياز من مختلف الأمم يتفوقون في هذا المجال تبعاً للوضع الذي تحتله في اللحظة المعنية هذه الدولة الأوروبية أو تلك عند الباب العالي.
وهكذا ففي العقد الأول الذي تلا حرب
القرم كان الانجليز في مقدمة رجال الأعمال هؤلاء فهم الذين ساندوا الدولة العثمانية في إصدارها لأولى قروضها وهم الذين أسسوا أولى البنوك الأوروبية في اسطنبول وهم الذين حصلوا على أولى الامتيازات لبناء السكك الحديد. ومع موت اللورد بالمرستون في ١٨٥٦ ضعف نفوذ بريطانيا وانتقلت الأولوية إلى فرنسا التي احتفظت بدورها السائد في هذا المجال حتى الحرب الفرنسية ـ البروسية