ولن يكون وصفنا للتكوين الإداري للولاية كاملاً إذا لم نشر إلى «البلدية» ويقصد بها المجلس البلدي في المدينة حيث يوجد مثل هذا المجلس في ولاية البصرة في كل من العمارة والناصرية والهفوف أي في المدن الرئيسية في سناجق العمارة والمنفك والحسا إضافة إلى البصرة نفسها.
ويتألف المجلس البلدي من سبعة أعضاء ينتخبون لمدة أربع سنوات يختار الوالى من بينهم رئيساً للمجلس القائم في مركز الولاية في حين يجري اختيار الرئيس في السناجق من قبل متصرفي تلك السناجق. وهناك شرط معين ينبغي أن يتوفر لدى كل من الناخب والمنتخب لهذا المجلس وهو أن لا يقل ما يدفعه الشخص المنتخب (بفتح الخاء) من أتاوات والتزامات للدولة عن مائة قرش (ثمانية روبلات) وأن لا يقل هذا المبلغ بالنسبة للنائب عن أربعين قرشاً (ثلاثة روبلات وعشرين كوبيكاً) (١).
والمجالس البلدية تابعة لمجلس الولاية ولمجالس السناجق ولهذا فلا يمكن أن ينفذ أي قرار من قراراتها دون أن تقرة مسبقاً تلك المجالس. ولا تقتصر صلاحية المجالس البلدية على الاهتمام بتدبير شؤون المدينة فقط وإنما هي تهتم إضافة إلى ذلك بتنظيم وشق طرق جديدة وبمراقبة النظافة والصحة والمحافظة على طرق المواصلات وتحسينها. وقد منحت المجالس البلدية، لكي تتمكن من تغطية المصاريف التي يتطلبها تنفيذ هذه الواجبات، الحق في أن تجبي من السكان أتاوات وضرائب مختلفة كالمبالغ التي تأخذها منهم في مقابل الحراسة الليلية وفي مقابل استخدامهم للموازين واستخدامهم للجسور أو بيعهم للمأكولات في
______________________
(١) A. Du Velay: Op. Cit. P. ٢٢٢. FF.