بكل قرية أبراج خاصة محصنة يصل ارتفاعها إلى ثلاثين قدماً يلجأ إليها السكان عندما تباغتهم إحدى الهجمات البدوية، إذ يصعدون بواسطة سلم من الحبال إلى منتصف البرج حيث توجد فتحة يدخلون منها ثم يواصلون صعودهم بواسطة الدرج فيقطعون بذلك على مطاريدهم سبيل الوصول إلى ملجئهم ويتركون لهم كغنائم مواشيهم ودوابهم وجميع الأمتعة التي لم يتمكنوا من أخذها معهم إلى البرج.
وتبدو البدع عاصمة شبه جزيرة قطر كواحدة من هذه القرى وإن كانت أكثر حجماً حيث يقطنها ٦٠٠٠ نسمة. ويقوم في وسط المدينة بناء يشبه برج السجن هو قلعة حاكم البدع وشيخ قطر الذي يحمل اعتباراً من ١٨٧١ لقب قائمقام ويرفع على قلعته العلم العثماني ويحتفظ في العاصمة بفصيل من القوات النظامية العثمانية يبلغ تعداده ٢٥٠ شخصاً.
وبسبب من أن شبه جزيرة قطر قاحلة كلياً فإن سكانها يعيشون على البحر الذي يقدم لهم السمك كغذاء ويوفر لهم وسيلة للعيش الرغيد ونعني الرزق الذي يتأتى من استخراج اللؤلؤ. ويقضي القطريون نصف عامهم في صيد اللؤلؤ في حين يصرفون النصف الآخر في صيد السمك بحيث إنهم إذا توخينا الدقة يقضون كل وقتهم تقريباً على ظهور سفنهم ولا يعيش على الساحل إلّا النساء والأطفال والشيوخ.