عاداه ، وخالفه ، وناوأه
، حتى قيام الساعة ، وأنَّ مهمة هؤلاء الخلفاء هي الذبّ ، والدفاع عن تعاليمه ، ومبادئه الواقعية ، من كيد الأعداء ، وهو ما قد يأتي التعبير
عنه في هذه الأحاديث بـ (القتال) ، و (الظهور) ، و (القهر) ، فكلّها معان ، ومصطلحات للدفاع عن الرسالة الإسلامية بكلّ ما أمكن.
وليس من شكّ في أنَّ هذه الأحاديث تتوجه
بنفس التوجيه الذي تمَّت الإشارة إليه سابقاً في تفسير بقاء الإسلام منيعاً ، ظاهراً ، منتصراً في حديث (الخلفاء الإثني عشر) ، حيث إنَّ (القتال) ، و (الظهور) ، و (القهر) المذكور في
هذه الأحاديث إنّما يكون مع الحقّ ، ولأجل الحقّ ، وفي طريقه ، حسب النصوص التي تناولته.
وهذا التفسير لا يتقبّل أن تُحمل هذه
الألفاظ على معناها الظاهري السطحي من المبارزة ، والقتال ، والحرب بشكل دائم ، وطيلة فترة بقاء الإسلام على وجه هذه الأرض ، لأن الواقع التاريخي الثابت يرفض هذا التفسير بشكل قاطع ، ولا يدع مجالاً حتى لإحتماله.
إذن ، يجب حمل هذه الألفاظ والمصطلحات
الصادرة عن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ)
بشأن هذه الطائفة من الأمّة على المعنى الذي استفدناه سابقاً ، وسنشير إليه لاحقاً أيضاً في النقطة الآتية من حديث (الخلفاء الإثني عشر) ، وهو المعنى الواقعي المقصود من مجموع هذه الأحاديث ، والذي قامت عليه الشواهد التأريخية القاطعة ، والقرائن العلميّة الثابتة.
ومن هذه الأحاديث ما روي عن (جابر بن
عبدالله الأنصارى) عن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ)
أنّه قال :
|
(لا
تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ...) .
|
______________________