وغير ذلك مما زخرت به كتب الحديث لدى (مدرسة الخلفاء) ١.
وبعد هذه الجولة المختصرة سوف نستعرض بعض النماذج لهذا الدور الخطير الذي جعل من هؤلاء (الخلفاء الإثني عشر) ندّاً للسياسات الظالمة ، بما أملى على التأريخ الذي دوَّنته زبانيتهم حجب أسمائهم عن (صحاح) ومصادر (مدرسة الصَّحابة).
______________________
(١) ففي (كنز العمال) عنه (صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) أنَّه قالَ : (لا ينبغي لنفس مؤمنةٍ ترى مَن يعصي اللهَ ، فلا تنكر عليه) : علاء الدين الهندي ، كنز العمال ، ج : ٣ ، ح : ٥٦١٤ ، ص : ٨٥.
وفيه عن رسولِ اللهِ (صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) : (لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق) : علاء الدين الهندي ، كنز العمال ، ج : ٦ ، ح : ١٤٨٧٢ ، ص : ٦٧ ، وانظر : مسند أحمد ، ج : ١ ، ح : ١٠٩٨ ، ص : ١٣١.
وفيه أيضاً عن رسولِ اللهِ (صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) : (سيصيبُ أُمتي في آخر الزمان بلاءٌ شديدٌ من سلطانهم ، لا ينجو فيهم إلا رجلٌ عرف دينَ اللهِ بلسانه ، ويده ، وقلبه ، فذلكَ الذي سبقت له السوابق) : علاء الدين الهندي ، كنز العمال ، ج : ٣ ، ح : ٨٤٥٠ ، ص : ٦٨٢.
وفيه أيضاً عن رسولِ اللهِ (صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) : (يا أبا هريرة : لا تدخلنَّ على أميرٍ وإن غُلبتَ على ذلك ، فلا تجاوز سنتي ، ولا تخافنَّ سيفَه وسوطَه ، أنْ تأمره بتقوى اللهِ وطاعته ، يا أبا هريرة ! إنْ كنتَ وزيرَ أمير ، أو مشيرَ أمير ، أو داخلاً على أمير ، فلا تخالفنَّ سُنَّتي ولا سيرتي ؛ فإنَّ مَن خالفَ سنتي وسيرتي ، جيءَ به يومَ القيامة تأخذُه النار من كلِّ مكان ، ثمَّ يصيرُ إلى النار) : علاء الدين الهندي ، كنز العمال ، ج : ٣ ، ح : ٨٤٧٣ ، ص : ٦٨٩.
وفيه أيضاً عن رسولِ اللهِ (صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) : (إحذروا على دينكم ثلاثةً : … ورجلٌ آتاه اللهُ سلطاناً ، فقالَ : مَن أطاعني فقد أطاعَ الله ، ومَن عصاني فقد عصى الله ، وقد كذبَ ، ولا يكون لمخلوق خشية دونَ الخالق) : علاء الدين الهندي ، كنز العمال ، ج : ٥ ، ح : ١٤٣٩٩ ، ص : ٧٩٢.
وفي (الدر المنثور) عن رسولِ اللهِ (صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) انَّه قالَ : (إنَّ رحى الإسلام ستدورُ ، فحيثُما دارَ القرآنُ فدوروا به ، يوشك السلطانُ والقرآنُ أن يقتتلا ويتفرَّقا ، إنَّه سيكون عليكم ملوك ، يحكمون لكم بحكم ، ولهم بغيره ، فإن أطعتموهم أضلّوكم ، وإن عصيتموهم قتلوكم ، قالَوا : يا رسولَ الله ، فكيف بنا إن أدركنا ذلك ؟ قالَ : تكونوا كأصحاب عيسى عَليهِ السلامُ نُشروا بالمناشير ، ورُفعوا على الخشب ، موت في طاعة خير من حياة في معصية) : جلال الدين السيوطي ، الدر المنثور ، ج : ٢ ، ص : ٣٠١.