ويحفظه من الحذف والإستئصال ، ليكون حجَّةً على العباد ، وشاهداً على تمام النعمة ، وإكمال الدين ، والمبالغة في البيان.
فلا توجد أيّة مصلحة لهم في نقل الحديث ، بل توجد دواعٍ عديدة لإقصائه عن هذه المصادر ، وإبعاده عنها ، لأنَّه يعدّ إدانةً سافرة لأصل البناء الذي ساروا عليه ، وانتهجوا نهجه ، وهو يؤدّي بصورة حتميّة إلى انهيار بناء (مدرسة الخلفاء) من الأساس.
قال (رضي الدين بن طاوس) في (ربيع الشيعة) :
|
(وإذا كانت الفرقة المخالفة قد نقلت أحاديث النص على عدد الأئمة الإثني عشر (عَلَيهمُ السَّلامُ) كما نقلته الشيعة الإماميَّة ، ولم تنكر ما تضمَّنه الخبر ، فهو أدلّ دليل على أنَّ الله تعالى سخَّرهم لروايته ، إقامةً لحجّته ، واعلاء لكلمته ، وما هذا الأمر إلّا كالخارق للعادة ، والخارج عن الأمور المعتادة ، لا يقدر عليه إلّا الله سبحانه الذي يذلّل الصعب ، ويقلّب القلب ، ويسهّل العسير ، وهو على كلّ شيء قدير) ١. |
وقال الشيخ (جعفر كاشف الغطاء) حول هذه الروايات :
|
(ولعمري ، إنَّ هذه الأخبار إن لم تكن من المتواترة على كثرتها ، وكثرة رواتها ، وكثرة الكتب التي نقلت فيها ، لم يكن متواتر أصلاً. ثمَّ
إن لم تكن متواترة فهي من المحفوفة بالقرائن ، وإنَّما حفَّت بلطف الله ، وكان مقتضى الحال إخفاؤها ، لإخلالها بدينهم |
______________________
(١) التستري الشهيد ، نور الله ، الصوارم المخرقة ، تصحيح : جلال الدين المحدّث ، ص : ٩٣.
وقال (محمد طاهر القمّي الشيرازي) : (ولا يخفى أنَّ هذه الرواية رواها العامّة في صحاحهم بعدّة طرق ، وعدّوها من الصحاح ، تسخيراً من الله سبحانه مع بغضهم وعداوتهم للإماميّة الإثني عشريّة) ، الأربعين لمحمد طاهر القمّي الشيرازي ، ص : ٣٥.