وفي (شواهد التنزيل) لـ (الحسكاني) عن (ابن عباس) في قوله تعالى :
|
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) ١ أنه قال : ـ (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ) : يعني ناصرُكم الله ، (وَرَسُولُهُ) : يعني محمداً صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ ، ثمَّ قال : (وَالَّذِينَ آمَنُوا) فخصَّ من بين المؤمنين علي بن أبي طالب فقال : (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ) : يعني يتمّون وضوءها ، وقراءتها ، وركوعها ، وسجودها ، (وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) : وذلك أنَّ رسول الله صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ صلّى يوماً بأصحابه صلاة الظهر ، وانصرف هو وأصحابه ، فلم يبقَ في المسجد غير علي قائماً يصلّي بين الظهر والعصر ، إذ دخل عليه فقير من فقراء المسلمين ، فلم يرَ في المسجد أحداً خلا علياً ، فأقبل نحوه فقال : يا ولي الله ، بالذي تصلّى له أن تتصدق عليَّ بما أمكنك ، وله خاتم عقيق يماني أحمر ، كان يلبسه في الصلاة في يمينه ، فمدَّ يده فوضعها على ظهره ، وأشار إلى السائل بنزعه ، فنزعه ودعا له ، ومضى ، وهبط جبرئيل ، فقال النبي صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ لعلي : ـ لقد باهى الله بك ملائكته اليوم ، اقرأ : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ..) ٢. |
وروى (أحمد بن حنبل) بإسناده إلى (بريدة) أنَّه قال :
______________________
(١) المائدة / ٥٥.
(٢) الحسكاني ، شواهد التنزيل ، ج : ١ ، ص : ١٦٤ ، ح : ٢٢١.
وانظر : تفسير الدر المنثور للسيوطي ، ج : ٣ ، ص : ٢٩٣ ، والكشاف للزمخشري ، ج : ١ ، ص : ١٥٤ ، وتفسير غرائب القرآن للنيسابوري ، ج : ٢ ، ص : ٨٢ ، ولزيادة التفصيل ، راجع : إحقاق الحق ، ج : ٢ ، ص : ٣٩٩ ـ ٤٠٨.