من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم ... فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل ... (١).
اقول : في هذه الرواية ثلاثة اسئلة :
أولها : انّ السيدة عائشة تنقل الموضوع كأنّها كانت مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكأنّها سمعت كلام جبرئيل في غار حراء ، وكأنّها كانت عند خديجة ـ ( رض ) ـ وسمعت كلامها وكلام ورقة بن نوفل لرسول الله وما اجابه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والحال انّها لم تكن ولدت آنذاك ، وهذا شيء عجيب ، وأي مجوز لنقله في مثل كتاب البخاري ، ألمجرد حسن الظن بانّها تنقل كل ذلك عن رسول الله ، فان حسن الظن في أُمور الدين لا يكفي لكسب الحقيقة مع ان سوق العبارة في مجموع الحديث لا يناسب النقل ، بل العبارة عبارة الشاهد دون الناقل ، وهل هذا بمجرده لا يشعر بكذب الحديث؟
ثانيها : انّ ورقة بن نوفل ـ يعلم باخراج قريش ايّاه صلىاللهعليهوآلهوسلم من مكة وهو لا يعلم ، فهلموا ايها المنصفون ـ بل يا ايها العاقلون ـ انظروا نصرانياً يعلم مستقبل النبي الخاتم صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو لا يعلم ، ويسأل صلىاللهعليهوآلهوسلم عنه سؤال تلميذ من استاذه!!!
ثالثها : وهو أهمها انّ النبي لم يطمئن بتعينه رسولاً ، وكأن الله سبحانه وتعالى لم يقدر على تفهيم رسوله بما اراد منه واعطاه ايّاه حتى نصحته زوجته ، وهو يخشى على نفسه! واسوأ منه انّ ورقة النصراني عرف الملك وعلم انه صلىاللهعليهوآلهوسلم بعث رسولاً ، وهو يخشى على نفسه ، فانا لله وانا إليه راجعون ، وهذا الحديث وامثاله انّما يقبله السذج والبسطاء ، ولا يجترىء
__________________
(١) صحيح البخاري ١ : رقم ٣ كتاب بدء الوحي.