أكبر من أبيه باعتبار سلامته من الخطيئة أو زيادة علمه أو ملكه.
وثالثها : أن يكون ان أباك لما كان به جرح أوحى إليه داو بود ولما كانت الباء زائدة للتعدية سقطت عند التسمية لعدم وجود فعل يحتاج إلى التعدية فبقي داود تلفظ بواوين وتكتب بواحد ولما كان سليمان سليما أى سالما من ذلك سمى سليمان بالتصغير اما لكونه أصغر سنا أو لغير ذلك من فوائد التصغير وصار التنوين نونا لأنه كان دالا على معنى فلم يحسن سقوطه لفوات ما دل عليه.
ورابعها : أن يكون المراد انه قيل لأبيك داود فلفظ دا مبتداء خبره محذوف اى بك داء ولفظ ود خبر مبتداء محذوف اى دواءه ودّ أي محبة لله ولمن أمر بمحبته فلما سمى به حذف المد فصار داود ، وأنت سليمان أى سليم بمعنى ملسوغ لديغ تسمية الشيء باسم ضده تفألا كما يقال الغافل عند الذهاب تفألا بأنها ترجع ومثله كثير فيكون جرحه باقيا وجرح أبيه زال ووجود الجرح زيادة فكانت زيادة الحرف لذلك.
وقد روى أن سليمان عليهالسلام آخر من يدخل الجنة من الأنبياء لكثرة ما أعطى في الدنيا (١).
وقولها : أرجو أن تلحق بأبيك إشارة الى ذلك اى تعرف مداواة جرحك بود كما فعل أبوك.
وخامسها : ان يكون المراد ان الله لما علم ان داود يداوي جرحه بود أي محبة لله وحده لانقطاعه عن الدنيا سماه داود ولما طلب سليمان ملكا لا ينبغي لأحد من بعده كان سعة ملكه وكثرة دنياه جرحا له يقدر على دوائه بود خالص لان محبته لله مشوبة بمحبة غيره في الجملة وان كان ذلك راجعا إلى محبة الله ففيه إشارة الى أن الزيادة في الحروف قد يكون لنقصان المعنى كما قيل زيادة الحد
__________________
(١) البحار ج ١٤ ص ٧٤