النار ، أو غلا من غير أن تصيبه النار فيصير أعلاه أسفله فهو خمر ، فلا
يحلّ شربه إلّا أن يذهب ثلثاه ـ إلى أن قال : ـ ولها خمسة أسامي ـ أي للخمر ـ : العصير
[ وهو ] من الكرم. إلى آخره ) .
والكليني رحمهالله أيضا ذكر مقدّما على هذا الباب باب ما يتّخذ منه الخمر
وروى مضمون ما ذكره .
وبالجملة ، لا
خفاء في أنّ مراده من الخمر في المقام هو العصير الغالي.
وكون ذلك بحسب
الحقيقة عندهم أو بعنوان المجاز سيجيء الكلام فيه ، وفي العلاقة إذا كان مرادهم
المجاز.
والأخبار
الكثيرة شاهدة لهم ، مضافا إلى الأخبار الواردة في هذا الباب ، وسنشير إليها.
وممّا يشهد على
ذلك ، ما يظهر من هذا الخبر ، حيث قال في آخره : « إنّ إبليس ـ لعنه الله ـ بعد
وفاة آدم عليهالسلام بال في أصل النخل والكرم ، ومن ثمَّ لم يختمر العنب والكرم
فحرّم الله كلّ مسكر ، لأنّ الماء جرى ببوله وأنّ الماء اختمر في النخلة والكرم من
رائحة بوله » ، فإنّه في غاية الوضوح في أنّ قبل البول ما كان مسكرا ، والسكر حدث
فيهما بعد وفاة آدم عليهالسلام بسبب بوله.
فتعيّن أن يكون
التحريم في حياة آدم عليهالسلام من جهة مصّ إبليس ، هو حكاية الغليان قبل الذهاب ، موافقا
لما صرّح به في أخبار ذلك الباب ، فيظهر من أخبار أخر سنشير إليها ، وكذا موافقا
لما نصّ عليه الصدوق رحمهالله ، وأنّه هو الظاهر
__________________