الشرعيّة ، وتهذيب النفس بدفع المهلكات وجلب المنجيات من الأخلاق
، كالرياء والسمعة والعجب وغير ذلك وأضدادها ، وهي في غاية الكثرة ونهاية شدّة
الضرر ، مع كمال صعوبة الامتثال ، ولذا لا نرى ممتثلا إلّا وهو من أو حدي الدهر
، ولا يقتضي ذلك رفع التكاليف بها ، لأنّها ثابتة بالأدلّة ، فالمناط الثبوت
بالأدلّة.
فإن ثبت ما نحن
فيه فليس بأشدّ من غيره ، وسيّما مثل الرياء والسمعة والعجب ممّا له دخل في صحّة العبادة
وفسادها وخرابها ، وفي غاية الصعوبة دفعها وعلاجها والخلاص منها ، ويحتاج إلى الجهاد الأكبر.
وقال عزوجل ( قُلْ هَلْ
نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي
الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ) .
وقال ( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ
حَسَناً ) .
وقال( وَأَمّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى
النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى )
[ و ] قال ( فَأَمّا مَنْ طَغى وَآثَرَ الْحَياةَ
الدُّنْيا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى ) .
__________________