وبالجملة ، كيف يمكن أن تردّ على الله قوله ، وكذا على رسول الله صلىاللهعليهوآله والأئمّة عليهمالسلام أقوالهم الواردة عنهم في المتواتر من أخبارهم بأنّه لا يجوز العمل بمثل الرواية الّتي عملت بها ، وأنّهم أمروا بترك العمل بها من وجوه شتّى غير عديدة ، وبالغوا في منع العمل وأنذروا وحذّروا ، وشدّدوا وأكّدوا ، ومع ذلك أنت لا تسمع قولا واحدا منهم عليهمالسلام ، وتردّ عليهم جميع هذه الأقوال القطعيّة الصدور؟!
بل عندك أنّ كلّ واحد من أخبارهم قطعيّ ، فما ظنّك إذا زاد عن التواتر ، ووافق العقل والنقل والنور والحقيقة ، على حسب ما عرفت سابقا ، وستعرف أيضا؟!
أو ما تخاف من أن تردّ عليهم كلامهم؟! فكيف تردّ عليهم متواتر كلماتهم الّتي آحادها عندهم كلامهم يقينا ، ولا تسمع قولهم ، بل أقوالهم في أنّ مثل روايتك لا يجوز العمل به ، وتهديداتهم في ذلك ، وتشديداتهم في عدم العمل؟!
وأنت تعلم أنّ من يعص الله أو رسوله أو أحدا من الأئمة عليهمالسلام كيف حاله من الوبال والنكال ، والعذاب والعقاب ، وإن كان القول قولا واحدا ، فكيف يعص الله والرسول والأئمّة عليهمالسلام فيما لا يحصى من أقوالهم ، وأعجب [ منه أنّه ] من بعض فقهائهم ورواه أحكامهم أيضا ، وتردّ على جميع كلامهم المجمع عليه ، الّذي قالوا : إنّه « لا ريب فيه » (١) ، وتنسبهم إلى الإجماع على الخطإ؟!
كما أنّه يلزم أن تنسب إلى الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة عليهمالسلام كمال التقصير في أمر الفروج ، سيّما فروج الذرّية الطاهرة ، وأنّهم ما نشروا أحكام الشرع. إلى غير ذلك ممّا يثبت بطلانه أخبارهم والأدلّة العقليّة ، وغير ذلك ممّا ورد [ من ] أنّ الرادّ عليهم كالرادّ علينا وعلى الله تعالى ، وأنّه شرك بالله (٢).
__________________
(١) لاحظ! الكافي : ١ / ٦٨ الحديث ١٠ ، وسائل الشيعة : ٢٧ / ١١٢ الحديث ٣٣٣٥٢.
(٢) لاحظ! الكافي : ٧ / ٤٢٢ الحديث ٥ ، الاحتجاج للطبرسي : ٢ / ٣٥٦.