وكذلك المجاز : على خلاف الاصل ، فيجب الحمل على الحقيقة ، ما لم يدل دليل على عدم إرادتها (١).
لان الواضع إنما وضع اللفظ ، ليكتفي به في الدلالة على ما وضعه له. وإنما يتم ذلك : بارادة المعنى الموضوع له اللفظ ، عند التجرد عن المعارض.
ولان المجاز لو ساوى الحقيقة ، لما حصل التفاهم عند المخاطبة ، كما قلناه أولا.
واعلم : أن المجاز واقع ، في القرآن (٢) والسنة (٣).
__________________
فيكون النقل مرجوحا ، فلا يصار إليه إلا لاجل دليل.
«غاية البادي : ص ٣٤ بتصرف»
١ ـ وعليه فالمجاز دائما يحتاج إلى قرينة ، تصرف اللفظ عن المعنى الحقيقي ، وتعين المعنى المجازي ، من بين المعاني المجازية.
«منطق المظفر : ١ / ٣٣ بتصرف»
٢ ـ خلافا لابن داود وابن اسحاق. كما في قوله تعالى : «وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله» ، أي في الجنة التي تحل فيها الرحمة ، من باب تسمية الشيء باسم حاله ، أي ما يحل في ذلك الشيء.
«جمعا بين هامش المصورة ص ٥ ، ومختصر المعاني : ص ١٥٧ بتصرف»
٣ ـ كما في قوله (ع) : «إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا مأدبته ما استطعتم ...».
فشبه النبي صلىاللهعليهوآله ، ما يكتسبه الانسان من خير القرآن ونفعه وعائدته عليه إذا قرأه وحفظه ، بما يناله المدعو من طعام الداعي وانتفاعه به.
«أمالي المرتضى : ١ / ٣٥٤ بتصرف واختصار»