وتحمل قتار الغزوات
، ومجابهة الاعداء ، وفي الحقيقة هؤلاء هم الامة المثالية والطبقة الوسطى في
المجتمع أثنى عليهم الذكر الحكيم
، وبجلتهم السنه الكريمة ، وأكبرتهم الشعوب الاسلامية في كل عصر.
وها نحن نوقفك على حياة عالم كبير ، ومصلح
عظيم من هذا النمط ... عالم كرس حياته في مدارسة العلم ، وإصلاح المجتمع ، وختمها
بالشهادة ، وكان أكبر قائد روحي في عاصمة ايران ـ طهران ـ كافح الضلال والالحاد ، وجابه
ضوضاء الباطل بلسانه وقلمه. ألا
وهو الشيخ العلامة آية الله العظمى الشيخ فضل الله النوري ـ قدس الله سره ـ :
شهيد الصمود في طريق الحق والفضيلة ، ودفع التطاول على المقدسات الاسلامية ، بأيدي
رجال متغربين ، أرادوا القضاء على الاسلام وأهله ، تحت غطاء الثورة على الرجعية
والتخلف ، وواجهة انشاء نظام ديمقراطي برلماني ، فكان شعارهم هذا ، كلمة حق يراد
بها باطل فقد حاولوا إبعاد الاسلام عن الساحة ، وإحلال الكفر والالحاد مكانه ، تحت
شعارات خداعة ، وعناوين رنانة ، فكانوا يديفون السم بالعسل.
لقد ظهرت ـ في العقد الثالث من القرن
الرابع عشر في المنطقة ـ فكرة الحرية والتخلص من السلطة الاستبدادية والقضاء على
حكومة الفرد على الشعب ، بإحلال الحكومة البرلمانية مكان الملكية ، وقد ظهرت هذه
الفكرة في المجتمع الايراني بعد ما كانت السلطة عبر القرون والاجيال هي السلطة
الفردية المتمثلة في النظام الملكي ، ولما برزت فكرة التحرر بثوبها الرائع ، وجمالها
الخداع ، انجذبت إليها القلوب ، وتعلقت بها النفوس ، فصارت فاكهة المجالس وزينة
العرائس ، يتحدث عنها الناس في كل مناسبة ، وكل مكان ، حتى استهوت لفيفا
__________________