إباحة التقية ما لولاها لم يكن مباحا ، وتسويغها ما لولاها لم يكن سائغا
كفاية.
وقد وضح بما
بيناه أن أحكام ظالميه ومحاربيه والباغين عليه أحكام أهل الارتداد ، وهي الكفر
الذي لم يتقدمه إيمان.
ولو لم يشهد
بذلك إلا شهادة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بأن حبهما واحد وبغضهما واحد ، ودعاؤه له
بقوله :
« اللهم وال من
والاه وعاد من عاداه » .
وإخباره أن
حربه كحربه بقوله : « حربك حربي ، وسلمك سلمي » . لكفى وأغنى
عن غيره ، فإن عدو الله ومبغض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أو محاربة كافر إجماعا ، وما أراد بالحرب إلا حكمه لا
نفسه ، وما يدعى لمحاربيه في تسوية محال ، لكونه عدولا عن معلوم إلى مجهول أو
مظنون ، ولفقد أماراتها وأسبابها منهم ، ولأن جميع ما يعول عليه في ذلك ساقط ، لكونه
آحادا ومعارضا بما يناقضه.
ولما لم تكن
أحكامهم متفقة بل مختلفة ، حسبما قررته الشيعة ، لم يلزم حملهم
__________________