شيء منها مرادا ها هنا سوى « الأولى » لأنها كلها ترجع في التحقيق إليه ، فكأنه
أصل لها ، ولأن منها ما علم استحالته ، ومنها ما علم ضرورة ثبوته بينهما ، فلا
فائدة في إشارته إليه ونصه به ، سيما في ذلك المحفل العظيم والجمع الكثير والوقت
الشديد ، مع المشهور من تهنئة من حضر ، وإعلانهم بذلك نثرا ونظما ، ورضاه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وسروره بكل ما ظهر منهم من ذلك.
فلو لا أنه
مراده لم يسغ له الرضى به ، ولوجب عليه الإعلام بغرضه ، والإبانة عن
قصده ، لاستحالة التلبيس والتعمية عليه ، فكأنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال ـ بعد أن قدر هم على فرض طاعته ، وثبوت ولايته التي
هي نفاذ أمره ونهيه فيهم عاطفا على النسق من غير تراخ ـ : « فمن كنت أولى به منه
فعلي بعدي أولى وأحق به منه ». ولو أراد ما سوى هذا المعنى لم يكن لكلامه معنى ، ويحل
عن ذلك.
ولا معنى
للإمام إلا من اختص بهذا الشأن.
وثانيها
: نص غزاة تبوك : قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
» ، ولا مندوحة عن أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أراد « بمنزلة » جميع المنازل لانتهاء المنزلتين الاخوة
للأبوة ضرورة ، والنبوة استثناء. فلو كان مراده غير ذلك كان مستثنيا أمرا من أمر
مع انتفاء أمر آخر ، تبعا لما استثناه. وانتفاء شيئين من شيء
__________________