بلطافة. بان من الأشياء بالقهر لها والقدرة عليها ، وبانت الأشياء منه بالخضوع له ، والرجوع إليه. من وصفه فقد حدّه ، ومن حدّه فقد عدّه ، ومن عدّه فقد أبطل أزله ، ومن قال : « كيف » فقد استصوفه ، ومن قال : « أين » فقد حيزه. عالم إذ لا معلوم ، وربّ إذ لا مربوب ، وقادر إذ لا مقدور » (١).
ومن خطبة له عليهالسلام : « وأشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له : الأوّل لا شيء قبله ، والآخر لا غاية له ، لا تقع الأوهام له على صفة ، ولا تعقد القلوب منه على كيفية ، ولا تناله التجزئة والتبعيض ، ولا تحيط به الأبصار والقلوب » (٢).
ومن خطبة له عليهالسلام : « الحمد لله الأوّل فلا شيء قبله ، والآخر فلا شيء بعده ، والظاهر فلا شيء فوقه ، والباطن فلا شيء دونه » (٣).
سئل الإمام الكاظم عليهالسلام عن قوم يزعمون أنّ الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا فقال : « إنّ الله لا ينزل ولا يحتاج إلى أنْ ينزل ، إنّما منظره في القرب والبعد سواء ، لم يبعد منه قريب ، ولم يقرب منه بعيد ، ولم يحتج إلى شيء ، بل يحتاج إليه وهو ذو الطول ، لا إله إلا هو العزيز الحكيم. وأمّا قول الواصفين : إنّه ينزل تبارك وتعالى ، فإنّما يقول ذلك من ينسبه إلى نقص أو زيادة ، وكلّ مّتحرك محتاج إلى من يحرّكه أو يتحرك به ، جلّ وعزّ عن صفة الواصفين ، ونعت الناعتين وتوّهم المتوهمين » (٤).
عن أبي حمزة الثمالي ، قال : سأل نافع بن الأزرق أبا جعفر عليهالسلام فقال : أخبرني عن الله متى كان؟ فقال له : « ويلك ، أخبرني أنت متى لم يكن حتّى أخبرك
__________________
(١) نهج البلاغة بشرح محمّد عبده ٢ : ٣٩ ـ ٤٠.
(٢) نهج البلاغة بشرح محمّد عبده ١ : ١٤٨.
(٣) نهج البلاغة بشرح محمّد عبده ١ : ١٨٦.
(٤) الكافي ١ : ١٢٥.