متى كان ، سبحان من لم يزل ولا يزال فرداً صمداً لم يتّخذ صاحبة ولا ولداً » (١).
عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : جاء رجل إلى أبي جعفر عليهالسلام فقال له : يا أبا جعفر ، أخبرني عن ربّك متى كان؟ فقال : « ويلك ، إنّما يقال لشيء لم يكن : متى كان ، إنْ ربّي تبارك وتعالى كان ولم يزل حيّاً بلا كيف ، ولم يكن له كان ولا كان لكونه كون كيف ولا كان له أين ، ولا كان في شيء ، ولا ابتدع لمكانه مكاناً ولا قوي بعد ما كوّن ولا كان ضعيفاً قبل أنْ يكوّن شيئاً ، ولا كان مستوحشا قبل أنْ يبتدع شيئاً ، ولا يشبه شيئاً مذكوراً ، ولا كان خلواً من الملك قبل إنشائه ، ولا يكون منه خلواً بعد ذهابه ، لم يزل حيّاً بلا حياة ، وملكاً قادراً قبل أنْ ينشئ شيئاً ، وملكاً جباراً بعد إنشائه للكون ، فليس لكونه كيف ، لا له أين ، ولا له حدّ ، ولا يعرف بشيء يشبهه ، ولا يهرم لطول البقاء ، ولا يصعق لشيء ، بل لخوفه تصعق الأشياء كلّها ، كان حيّاً بلا حياة حادثة ولا كون موصوف ، ولا كيف محدود ، ولا أين موقوف عليه ولا مكان جاور شيئاً ، بل حيّ يعرف ، وملك لم يزل له القدرة والملك ، أنشأ ما شاء بمشيّته ، لا يحدّ ولا يبعّض ، ولا يفنى ، كان أوّلاً بلا كيف ، ويكون آخراً بلا أين ، وكلّ شيء هالك إلاّ وجهه ، له الخلق والأمر تبارك الله ربّ العالمين ، ويلك أيّها السائل ، إنّ ربّي لا تغشاه الأوهام ، ولا تنزل به الشبهات ، ولا يحار ولا يجاوره شيء ، ولا تنزل به الأحداث ، ولا يسأل عن شيء ولا يندم على شيء ، ولا تأخذه سنة ولا نوم ، له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى » (٢).
وقد أكّدت أمّ المؤمنين عائشة هذا المعنى في حديث رواه البخاري عندما ذكر مثل هذا البحث أمامها ، حيث كان الصحابة يتداولونه ويعتقد قسم كبير منهم بالتجسيم.
__________________
(١) الكافي ١ : ٨٨.
(٢) الكافي ١ : ٨٨ ـ ٨٩.