تعالى : ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ ) (١) ، وقوله تعالى : ( وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ) (٢) ، وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « اللهمّ صلّ على آل أبي أوفى ». ولكن للعلماء تفصيلاً في ذلك وهو : أنّها إنْ كانت على سبيل التبع كقولك صلّى الله على النبيّ وآله فلا كلام فيها ، وأمّا إذا أفرد غيره من أهل البيت بالصلاة كما يفرد هو فمكروه ; لأنّ ذلك الشعار ذكر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولأنّه يؤدي إلى الاتّهام بالرفض ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم « من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلا يقفن مواقف التهم » (٣).
وقال ابن تيمية في منهاجه عند بيان التشبه بالروافض : ومن هنا ذهب من ذهب من الفقهاء إلى ترك بعض المستحبات إذا صارت شعاراً لهم ، فلا يتميّز السنّي من الرافضي ، ومصلحة التمييز عنهم لأجل هجرانهم ومخالفتهم ، أعظم من مصلحة هذا المستحب ثمّ جعل هذا كالتشبه بالكفار في وجوب التجنب عن شعارهم (٤).
وقال الشيخ إسماعيل البروسوي في تفسيره روح البيان : في عقد الدرر واللآلئ : المستحب في ذلك اليوم ـ يعني يوم عاشوراء ـ فعل الخيرات من الصدقة والصوم والذكر وغيرهما ولا ينبغي للمؤمن أنْ يتشبّه بيزيد الملعون في بعض الأفعال ، وبالشيعة والروافض والخوارج أيضاً. يعني لا يجعل ذلك اليوم يوم عيد أو يوم مأتم ، فمن اكتحل يوم عاشوراء فقد تشبّه بيزيد الملعون وقومه ، وإنْ كان للاكتحال في ذلك اليوم أصل صحيح ، فإنّ ترك السنّة سنّة إذا كان شعاراً لأهل البدعة ، كالتختم باليمين ، فإنّه في الأصل سنّة لكنّه لمّا كان شعار أهل البدعة والظلمة ، صارت السنّة أنْ يجعل الخاتم في خنصر اليد اليسرى في زماننا ، كما في شرح القهستاني. ومن قرأ يوم عاشوراء وأوائل المحرّم مقتل الحسين رضي الله
__________________
(١) الأحزاب : ٤٣.
(٢) التوبة : ١٠٣.
(٣) الكشاف ٣ : ٢٧٣.
(٤) منهاج السنّة ٤ : ١٥٤ ـ ١٥٥.