هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (١).
وأيضاً وضع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قاعدة هامّة جدّاً ، كتاب الله والعترة ، وإنّ من تمسّك بهما لن يضلّ ، وقد قدّمنا البحث عن حديث سفينة أهل البيت ، وحديث الثقلين ، في بحث وصيّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من هذا الكتاب.
وهناك قاعدة هامّة جدّاً أيضاً مرويّة عن أهل البيت عليهمالسلام عن الرسول صلىاللهعليهوآله تنصّ على أنّ الحديث إذا خالف كتاب الله فاضربوا به عرض الحائط ودعوه (٢).
لقد وضع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، والذي أرسله الله رحمة للعالمين ، وضع كلّ هذه القواعد واُسسها وثبّتها من أجل منع الاختلاف وعدم حصوله بين المسلمين ولكن للأسف ، فإنّ كلّ ما حذّر منه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يجد آذانا صاغية ، فلا اعتمدوا حلّ الاختلاف بالرجوع إلى أمير المؤمنين عليّ والأئمّة من بعده ، ولا تمسّكوا بالعروة الوثقى ، كتاب الله وعترة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا ركبوا في سفينة النجاة ، وكانت النتيجة التي عانت منها الأمّة الإسلامية طوال القرون الماضية ، وحتّى يومنا هذا ، هي الفرقة والاختلاف والضلال ، والسبب صار واضحا جليّا لك.
وأحبّ أنْ ألفت انتباه القارئ العزيز لأمر خطير جدّاً ، أرجو أنْ يتابعه بكلّ دقّة وانتباه ، وهو أنّ الاختلافات الحاصلة بين المسلمين اليوم والأمس هي أمور في مجالات معيّنة محصورة في غالبيتها في كلّ ما يتعلّق بما أمر به الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم والتزم به أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب سلام الله عليه والأئمّة من بعده.
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٢٢.
(٢) اُنظر الكافي ١ : ٦٩.