وإذا كان الحديث فيه طعناً لعصمة النبيّ
صلىاللهعليهوآلهوسلم
وجعله كأيّ إنسان عاديّ يُخطئ ويصيب ، فإنّهم اعتمدوا هذا النوع من الحديث.
وإذا كان الحديث فيه تبرير لفعل من
الأفعال التي فعلوها ، والتي لا يرضاها الله ولا رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضاً
اعتمدوا هذا النوع منه ولو كان على حساب منزلة الرسالة ومرتبة النبوّة.
وأيضاً كلّما كان الحديث فيه رفع لشأن
أناس لم يرفعهم الله ، أو فيه اختراع لفضائل لم تكن موجودة في أصحابها ، أيضاً
اعتمدوه ، وإذا كان الحديث فيه تحويل لمثالب العديد من الصحابة وقلبها إلى فضائل
أيضاً اعتمدوه.
ولذلك ظهرت التناقضات والاختلافات بين
الفقهاء ، والسبب الرئيسيّ في تلك الاختلافات والتناقضات ; هو أنّ الحديث المروي
فيه العشرات ، بل والمئات من الأحاديث التي لم يحدّث بها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم تخرج من
نبع النبوّة وعين الوحي ، نسبوها إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ولذلك اعتمدها المسلمون بعد ذلك الزمان وحتّى أيّامنا هذه ، وتعدّدت التناقضات
التي حتّى خالفوا في العشرات منها صريح الآيات القرآنية الشريفة ، وخالفوا فيها
حقيقة الربوبيّة والرسالة الإلهيّة ، والصفة الربّانية لرسالة الإسلام العظيمة.
ولذلك تجد في كلّ صفحة من صفحات كتاب
صحيح البخاري أو مسلم تناقضات واضحة ، فمثلاً تجد حديثا ينكر أنّ البسملة ، أي آية
بسم الله الرحمن الرحيم ، أنّها من سورة الفاتحة ، وبعده مباشرة تجد مجموعة أخرى
من الأحاديث تقرّ وتعترف بأنّ البسملة هي من القرآن الكريم ، ومن سورة الفاتحة.
وتجد مثلا الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في حديث
ينهى عن أمر ما ، وفي نفس الصفحات تجد أنْ نفس الفعل المنهي عنه قد فعله رسول الله
صلىاللهعليهوآلهوسلم
أو أمر به.
ولو نظرت فعلا إلى صيغة الآذان للصلاة ،
والتي هي عمود الدين ، فإنّك تجد