في الحطّ على بعض الصحابة ، وهو مع ذلك ليس بثقة في النقل (١).
وجاء في ميزان الاعتدال : أحمد بن محمّد بن السري بن يحيى بن أبي دارم ، المحدّث أبو بكر الكوفي الرافضيّ الكذّاب. مات في أول سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. وقيل إنّه لحق إبراهيم القصّار. حدّث عن أحمد بن موسى ، والحمار ، وموسى بن هارون ، وعدّة. روى عنه الحاكم وقال : ثقة. وقال محمّد بن أحمد حمّاد الكوفي الحافظ ، بعد أنْ أرّخ موته : كان مستقيم الأمر عامّة دهره ، ثمّ في آخر أيامه كان أكثر ما يُقرأ عليه المثالب ، حضرته ورجل يقرأ عليه : أنّ عمر رفس فاطمة حتّى أسقطت بمحسن. وفي خبر آخر في قوله تعالى : « وجاء فرعون » عمر « وقبله » أبو بكر « والمؤتفكات » (٢) عائشة وحفصة. فوافقته على ذلك ، ثمّ إنّه حين أذّن الناس بهذا الأذان المحدث ، وضع حديثاً متنه : تخرج نار من قعر عدن تلتقط مبغضي آل محمّد. ووافقته عليه ، وجاءني ابن سعيد في أمر هذا الحديث ، فسألني ، فكبر عليه ، وأكثر الذكر له بكلّ قبيح ، وتركت حديثه (٣).
وهذا عزيزي القارئ غيض من فيض فراجع كتب علم الرجال تجد العشرات من هذه الأمثلة.
عزيزي القارئ ، هكذا كان ولا زال ميزان قبول الرواية أو ردّها ، بالنسبة لأهل السنّة ، فمن كان عثمانياً ومبغضاً لعليّ وأهل البيت تؤخذ روايته ، ومن كان متديناً تقيّاً صدوقاً ورعاً عالماً فقيهاً حافظاً ولكنّه يذكر فضائل أهل البيت ويتشيّع لهم ، تردّ روايته ، وباختصار : فإنّ المحدّثين فيما سبق قد طبّقوا القانون الذي فرضته السلطة الحاكمة تطبيقا تامّاً واعتمدوه في أغلب كتبهم.
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ١٥ : ٥٧٧.
(٢) الحاقة : ٩.
(٣) ميزان الاعتدال ١ : ١٣٩ ، واُنظر سير أعلام النبلاء ١٥ : ٥٧٧ ـ ٥٧٨.