والوليد بن عقبة بن
أبي معيط ; وذلك أنّهما تلاحيا فقال له الوليد : أنا أبسط منك لساناً ، وأحدّ
سناناً ، وأردّ للكتيبة ـ وروي وأملأ في الكتيبة ـ جسداً. فقال له عليّ : اسكت!
فإنّك فاسق ; فنزلت الآية .
فقد روى الواقدي أنّ عثمان قال : إنّ
أبا بكر وعمر كانا يناولان من هذا المال ذوي أرحامهما ، وإنّي ناولتُ منه صلة رحمي
.
وروى أيضاً أنّه بعث إليه أبو موسى
الأشعري ، بمال عظيم من البصرة فقسّمه عثمان بين ولده وأهله بالصحاف .
وروى الواقدي أيضاً قال : قدّمت أبل من
أبل الصدقة إلى عثمان ، فوهبها للحارث بن الحكم بن أبي العاص ، وولّى الحكم بن أبي
العاص صدقات قضاعة ، فبلغت ثلاثمائة ألف ، فوهبها له. فأنكر الناس على عثمان
إعطائه سعد بن العاص مائة ألف .
عزيزي القارئ ، لقد ذكرت لك نبذاً قصيرة
ومختصرة عن عدم علم أولئك بسنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، لأبيّن لك حقيقة أمرهم وأحد أسباب حرقهم السنّة ، ولذلك كان المخرج لهم من ذلك
الوضع الذي يبيّن حقيقة أولئك ، أنّه لابدّ من إبعاد السنّة من واقع الحياة ،
وبدلاً من ذلك إدخال الاجتهاد بالرأي والقياس وغير ذلك من الأحكام التي كان منبعها
النفس أو الهوى ، وسأذكر لك بعض التفصيلات لترى كيف أنّهم غيّروا سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم برأيهم
وهواهم ، في بحث الانقلاب والتغيير بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، فراجعه في مكانه.
__________________