أنتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم ، قتلتم ابن فاطمة ، وأمِّرتم ابن مرجانة ، فهو يقتل خياركم ، ويستعبد شراركم ، فبعداً لمن رضي بالذل.
وقد روي من طريق أبي داود بإسناده عن زيد بن أرقم بنحوه. ورواه الطبراني من طريق ثابت عن زيد.
وقد قال الترمذي : حدّثنا واصل بن عبد الأعلى ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمارة بن عمير قال. لمّا جيء برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه ، فنصبت في المسجد في الرحبة ، فانتهيت إليهم وهم يقولون : قد جاءت ، قد جاءت ، فإذا حيّة قد جاءت تتخلّل الرؤوس ، حتّى دخلت في منخري عبيد الله بن زياد ، فمكثت هنيهة ثمّ خرجت ، فذهبت حتّى تغيب. ثمّ قالوا : قد جاءت ، قد جاءت ، ففعلت ذلك مرّتين أو ثلاثاً. ثمّ قال الترمذي : حسن صحيح.
وأمر ابن زياد ، فنودي الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس ، فصعد المنبر ، فذكر ما فتح الله عليه من قتل الحسين ، الذي أراد أنْ يسلبهم الملك ، ويفرّق الكلمة عليهم ، فقام إليه عبد الله بن عفيف الأزدي.
فقال : ويحك يا ابن زياد!! تقتلون أولاد النبيّين ، وتتكلمون بكلام الصدّيقين! فأمر به ابن زياد فقتل وصلب.
ثمّ أمر برأس الحسين ، فنصب بالكوفة ، وطيف به في أزقّتها ، ثمّ سيّره مع زحر بن قيس ، ومعه رؤوس أصحابه ، إلى يزيد بن معاوية بالشام ، وكان مع زحر ، جماعة من الفرسان ، منهم : أبو بردة بن عوف الأزدي ، وطارق بن أبي ظبيان الأزدي ، فخرجوا حتّى قدموا بالرؤوس كلّها على يزيد بن معاوية.
قال هشام : فحدّثني عبد الله بن يزيد بن روح بن زنباع الجذامي ، عن أبيه ، عن الغاز بن ربيعة الجرشي ، من حمير. قال : والله ، إنّي لعند يزيد بن معاوية بدمشق ، إذ أقبل زحر بن قيس ، فدخل على يزيد ، فقال له يزيد : ويحك ما وراءك؟